في عام 2019 قام الاحتلال التركي والفصائل التابعة لها باحتلال مدينتي رأس العين /سريه كانيه/ وتل أبيض وتهجير قرابة 87 بالمائة من السكان الأصليين من جميع المعتقدات والأديان والمكونات التي كانت تتعايش في تلك المناطق، خاصة مدينة رأس العين التي تتميز بعمقها التاريخي والكثير من الشواهد التاريخية ومن أهمها بلدة تل حلف.
اكدت الكثير من التقارير بانه، منذ ذلك التاريخ بدأت فصول مأساة جديدة من فرض التهجير القسري للسكان بقوة السلاح من قبل الاحتلال التركي والفصائل الموالية لها، وقد دخلت الأوضاع مرحلة التغيير الديمغرافي في هندسة المنطقة وفق المشروع الإخواني التركي، إضافة إلى مشروع إعادة برمجة المنطقة من جديد سياسيا وفرض الأتاوات والقتل والخطف وعمليات التفجير التي تستهدف المنطقة.
وبعد مرور أكثر من خمس سنوات على احتلال مدينة رأس العين قامت فصائل الاحتلال التركي بالاستيلاء على أكثر من 5500 منزل و1200 محل تجاري واعتقال المئات من الاهالي، وقد تم تسجيل انتهاكات جسيمة ارتكبت في المدينة.
بحسب المصادر بأن الاحتلال التركي وفصائله ترتكب مجازر بحق الأهالي في رأس العين المحتلة وتحاول اتباع سياسة الإبادة، حيث أقدم الجندرمة التركية مواخرا بارتكاب مجزرة بريف رأس العين وقامت بقتل 15 مدنيا على الحدود بين سوريا وتركيا، تم دفن الضحايا بمقبرة جماعية في ريف رأس العين المحتلة.
واشارت الوسائل الاعلامية بأن الاحتلال التركي لم يتخذ أي إجراءات حقيقية لضمان الأمن والسلامة العامة، كما غضت البصر عن حالات الاقتتال بين فصائل “الجيش الوطني السوري” التي تقودها وتدعمها، وعن تفشي ظاهرة انتشار السلاح واستخدامه بين المدنيين، ذلك في ظل غياب المساءلة واستمرار الإفلات من العقاب.
ويعمل مسلحو الفصائل وخاصة “احرار الشرقية” و”الحمزات” على إرغام سكان القرى الحدودية على التعاون معهم وإبقاء “الركاب” المواطنين القاصدين طرق التهريب إلى تركيا في منازلهم ليومين أو 3 لحين تسهيل الطريق ونقلهم لتركيا وإلا سيتم الاستيلاء على منازلهم لمن يرفض التعاون وفرص غرامة مالية تتراوح ما بين 3 و6 آلاف دولار أمريكي واعتقال صاحب المنزل الذي يرفض التعاون، حسب ماافاده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
هذا في حين أن الفوضى وقوة والسلاح هو سيد الموقف في مدينة رأس العين حيث يفرض المسلحون الإتاوات منها مادية أو عينية وذلك بقوة السلاح.
وإلى جانب الفلتان الأمني المستمر، تشهد منطقتي سري كانيه المحتلة غلاءً معيشياً، وسط تردي الخدمات.
وذكرت مصادر، أن عائلات في تلك المناطق باتت تتجه للنبش بين القمامة بحثاً عن المعادن لبيعها في ظل عدم توفر فرص العمل وارتفاع فاحش في أسعار السلع الرئيسية، وإلى جانب تحويل بعض المنازل إلى معاهد لتعليم الشريعة الإسلامية في سري كانيه، تم الاستيلاء على أكثر من مليون ونصف الدونم(150 ألف هكتار) من الأراضي الزراعية.
وعلى ضوء ما سبق، وفي تطور لافت، رُفعت رايات (داعش) وسط سري كانيه، وتداول نشطاء تسجيلات مصورة من المدينة تظهر عناصر من الفصائل في دوار الجوزة وسط المدينة وهم يرفعون علم داعش وينشدون أغانٍ جهادية، إن العشرات من عناصر داعش يتواجدون في مناطق سيطرة الاحتلال التركي.
حيث حذّر حقوقيون من مزيد تأزم الوضع مع تزايد الصمت الدولي إزاء استمرار سياسة اللامبالاة من المجتمع الدولي لإيقاف كل الانتهاكات التي مسّت حقوق الإنسان وحياتهم في المناطق المحتلة.