من أبرز وأهم الممارسات التي يقوم بها المحتل عادة هي طمس معالم الموقع الجغرافي المحتل، ويشمل ذلك فرض لغة المحتل وثقافته وقدر الإمكان محو وتدمير الآثار والمعالم وكل ما يربط الأهالي الأصليين بالمنطقة المحتلة، لكي تنسى ويترسخ في ذهن الأجيال الصاعدة مليكة الأرض المحتلة للمحتل.
هذا تماما ما يطبقه أردوغان على الأراضي السورية المحتلة وعلى وجه الخصوص مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية.
منذ 2018 والاحتلال التركي إلى جانبه الفصائل السورية المسلحة التي شكل منها فصائل مسلحة تعمل لصالحه وأهدافه الجيوسياسية، فقد قتل المئات وهجر الآلاف واعتقل العشرات ولا تزال حتى اللحظة الفصائل المسلحة تشن بين الحين والآخر حملات مداهمة واعتقال، لترهيب الأهالي وطلب فدية من هذا وذاك تحت حجج وذرائع واهية.
وتم ربط مناطق سيطرة الاحتلال التركي والفصائل الموالية له بالولايات الحدودية جنوب تركيا: هطاي، وغازي عنتاب، وشانلي أورفا.
ولفت ناشطون إلى أن تركيا عمدت إلى تغيير السجل المدني للسكان الأصليين في المناطق السورية، وسحبت البطاقة الشخصية والعائلية السورية من القاطنين في تلك المناطق واستبدلت بها أخرى تركية.
كما تم تغيير أسماء غالبية الشوارع والأحياء في تلك المناطق، إلى أخرى تركية، وفرض التعامل باللغة والليرة التركيتين، بشكل خاص في مدن الباب وعفرين وجرابلس وإعزاز وأخترين ومارع ورأس العين وتل أبيض.
بالإضافة لكل ما ذكر فإن الفصائل المسلحة وبأوامر من استخبارات تركية، تعمل على جعل الأراضي الزراعية المشهورة عفرين بها وخاصة الزيتون صحراء قاحلة وذلك من خلال قطع آلاف الأشجار المثمرة والحراجية وغيرها للاتجار بها وتدمير البيئة في عفرين، وإفراغ مساحات إضافية لبناء المستوطنات وذلك بمساعدة الجمعيات الإخوانية الكويتية والقطرية والفلسطينية، كجميعة أجنادين فلسطين، جمعية العيش بكرامة، مؤسسة الرسالة الإخوانية وغيرهم من الجمعيات العاملة باسم الإنسانية والداعمة لمشروع أردوغان الاحتلالي.
ففي حملة الانتخابات الأخيرة التي شهدتها تركيا والتي حسمت لصالح أردوغان توعد حينها بالعمل على عودة ثلاثة مليون لاجئ سوري إلى المناطق التي يحتلها من سوريا، في خطوة واضحة للعلن وعلى الصعيد الدولي لتغيير ديمغرافية المدن السورية وتركيبتها السكانية، فماذا يعني أن تهجر وتعتقل وتختطف وتقتل أهالي عفرين الأصليين وتأتي بالسوريين من ريف دمشق، الغوطة الشرقية، إدلب، وحماة وسكان العديد من المناطق الأخرى وتجبرهم على السكن داخل مدينة عفرين مكان السكان الكرد الأصليين، ولم يتوقف الأمر على جلب العوائل السورية وتوطينهم في عفرين لا بل ويعمل الآن وعلى إثر ما تشهده غزة من هجمات إسرائيلية بإسكان العوائل الفلسطينية في مستوطنات بنيت وخصصت لهم في عفرين على يد الجمعيات الإخوانية الفلسطينية الآنفة الذكر وبحسب رصد تقارير إعلامية مهتمة بالشأن فإن هذه المستوطنات هي، مستوطنة أجنادين فلسطين، مستوطنة القرية القطرية عددها /2/، مستوطنة بسمة /2/، وأخيراً مستوطنة أم طوبا فلسطين.
إلى جانب فرض اللغة والثقافة التركية الاحتلالية، وتغيير ديمغرافية المدنية، يسعى الاحتلال التركي جاهدا لطمس هوية عفرين على المدى البعيد فتعمل فصائله المسلحة بأوامره على البحث عن آثار المدينة العرقية وسرقتها والاتجار بها خارج حدود سوريا وقبض مبالغ مالية طائلة، وقد وثقت حالات سرقة الآثار في تقارير إعلامية نشرت على موقعنا ” روز برس”.