الشعب السوري منذ القدم متعايش مع بعضه البعض بكافة مكوناته وأطيافه، وكانت الأنظمة الحاكمة دائماً تسعى إلى التفرقة بين تلك المكوّنات، والاحتلال التركي يعمل أيضاً على التفرقة بين المكونات وزرع الكراهية والحقد بينها.
هناك أطراف عدّة تسعى لإشعال الفتن والتفرقة بين المكوّنات في مناطق شمال وشرق سوريا بهدف زعزعة الأمن والاستقرار الذي يعيشه الأهالي في المنطقة.
حكومة دمشق والاحتلال التركي من خلال الأحداث الأخيرة في دير الزور ونشر الفتن بين العشائر وقوات سوريا الديمقراطية، أتضحت السياسات العدائية للإدارة الذاتية من كلا الطرفين، حيث تبتعد حكومة دمشق عن اللامركزية والديمقراطية وتتوجه لاستخدام مجموعات وفصائل إرهابية لزعزعة أمن المنطقة وإحداث فتنة طائفية بين المكونات لإفشال مشروع الإدارة الذاتية، ورغم جميع المحاولات والمخططات الخارجية استطاعت القوات العسكرية التصدي لها من خلال تلاحم جميع المكونات المتمثل بالتعايش المشترك وأخوّة الشعوب.
الهدف من إشعال الفتن وزعزعة الأمن والأمان هو محاولة اتهام الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بأنها لا تستطيع نشر الأمن والاستقرار في المنطقة.
في هذا الصدد أشارت التقاير الاعلامية بأن سياسة حكومة دمشق مع الاحتلال التركي والحقيقة أظهرت علاقات مشتركة فيما بينهم من خلال الصمت الواضح من حكومة دمشق دون تقديم ردة فعل تزامناً مع الاعتداءات التركية على الأراضي السورية، واحتلال عدة مناطق أخرى والتنسيقات الاستخباراتية ما بين تركيا ودمشق برعاية روسيا وإيران دون الاكتراث لمصلحة الشعب السوري، وإنهاء الصراع المستمر منذ أعوام والإصرار على بقاء السلطة للنظام الحاكم الحالي وسير أنظمته المستبدة.
في الآونة الأخيرة، ظهرت العديد من الإشاعات والافتراءات التي استهدفت العملية التربوية، وأكدت أنها تهدف لإبعاد الأطفال والشباب عن العلم والتعليم والمعرفة، في مدينة منبج والرقة والطبقة ودير الزور.
واكد المحللون، أن دل هذا على شيء فهو يؤكد على محاولة حكومة دمشق والاحتلال التركي تشويه ما طرحته الإدارة الذاتية من المنهاج التعليمي عبر أجنداته والتلاعب بالعاطفة الدينية والتحريض ضد بعض مواده مثل مادتي (الجنولوجيا والثقافة والأخلاق).
وماتزال الجهات المعادية لمشروع الإدارة الذاتية تستغل كل محاولات الإدارة الذاتية لتحسين الواقعين الخدمي والاقتصادي.
الإدارة الذاتية قامت بخطوة جيّدة بخصوص هذا الموضوع، حيث أقامت عدة ندوات جمعت فيها كل الأطياف والتّيارات السياسية منها المعارضة للإدارة الذاتية للاستماع ومناقشة عدّة موضوعات منها الحوار السوريّ -السوريّ، والبحث عن حلول لهذه الأزمة.
وتسعى الادارة الذاتية ايضا للمزيد من التكاتف والتلاحم بين مكوّنات الشعب في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث دعت المكوّنات في مناطق شمال وشرق سوريا أن تكون حذرة، وألّا تنجرّ وراء هذه الفتن التي تهدف لضرب الاستقرار والأمن الذي دفع الشهداء دماءهم من أجله، والمواطنون ضمن الإدارة الذاتية يعيشون في أمن ورفاهية بالمقارنة مع المناطق الأخرى، فالإدارات والمؤسسات التابعة للإدارة الذاتية تضمّ كافّة المكوّنات، وذلك لاستعادة التعايش والتعاون المشترك بين المكوّنات والعيش في محبة لنشر الأمن والأمان في مناطق شمال وشرق سوريا.
أنّ مشروع الإدارة الذاتية أثبت نجاحه في المنطقة ضمن إطار التعايش المشترك وأخوّة الشعوب وإعطاء كل مكون حقوقه المشروعة بشكل كامل، ومشاركة كافة المكونات بالمشروع الديمقراطي الذي تعمل عليه الإدارة الذاتية، بهدف بناء مجتمع ديمقراطي يضمن كافة حقوق المكونات والأطياف دون السماح للتدخلات الخارجية بإدارة شؤون المنطقة.