بدأت الدولة التركية باحتلال مناطق سوريا منذ 24 آب عام 2016 عندما اجتاح جيشها مدينة جرابلس الحدودية وتلتها عمليات احتلال مشابهة شملت مناطق الباب واعزاز وعفرين وإدلب.
وتبلغ مساحة الأراضي الواقعة تحت احتلال تركيا، نحو 10 % من إجمالي مساحة سوريا.
تلك المناطق كانت تديرها مجموعات مرتزقة مدعومة من تركيا وفي مقدمتها داعش وجبهة النصرة ومجموعات مرتبطة بالإخوان المسلمين.
وبعد الهزائم المتلاحقة لتلك المجموعات، اجتاحت تركيا تلك المناطق عبر جيشها بشكل مباشر، بعد مساومات مع روسيا وتوافقات ضمنية مع قوى غربية.
وبعد نحو 3 أعوام من بداية الاحتلال التركي المباشر لتلك المناطق السورية، لجأ الاحتلال إلى سياسة التتريك وانعدمت كل المظاهر التي تدل على سورية تلك المناطق.
وتقول مصادر من داخل مدينة الباب، أن نحو 66% من سكان المنطقة الأصليين قد هُجروا من ديارهم، وتم توطين عوائل المرتزقة بدلاً منهم.
ولا يقتصر الحال على منطقة الباب، بل يشمل كل المناطق المحتلة من قبل تركيا.
ناهيك عن فرض أسماء تركية على القرى وفرض اللغة التركية على المدارس التي ترفرف فوقها الأعلام التركية، فرضت الدولة التركية كتابة شاخصات السيارات باللغة التركية إلى جانب العربية.
كما تملأ الجدران والساحات العامة كتابات باللغة التركية وصور ضباط وجنود أتراك قُتلوا أثناء معارك الاحتلال.
وفي مداخل بعض المدن ترى أعلام ما يسمى بالجيش السوري الحر مرفوعة بجانب علم الدولة التركية.
ومع استمرار الصراع الدائم بين مجموعات المرتزقة في المناطق المحتلة، لتقاسم السلطة وممتلكات الأهالي، ارتفعت نسبة البطالة بشكل كبير في المناطق التي تشهد تفجيرات واشتباكات بشكل شبه يومي.
كانت الزراعة، مصدر الدخل الأول في المناطق المحتلة، ولكن مع الفلتان الأمني، اضطر عدد كبير من السكان الأصليين للنزوح، ولا يمكن لمن بقي في المناطق المحتلة أن يزرع أراضيه خوفاً من تعرض محصوله للنهب من قبل المجموعات المرتزقة، ما ساهم كثيراً في ارتفاع نسبة البطالة في المناطق المحتلة.
بالتوازي مع ذلك فرضت الدولة التركية، هويات على المناطق المحتلة، تلك الهويات مكتوبة باللغتين العربية والتركية.
و داخل المناطق المحتلة، تنتشر المظاهر العسكرية ففي كل شارع تقريباً هناك مقر لمجموعة مرتزقة مهمتها الأساسية ترويع السكان والقيام بعمليات السلب والنهب.
ونقل أهالي الشهباء، عن سكان من المناطق المحتلة، أن العلاقات الاجتماعية أيضاً تعرضت للتدهور مع بداية الاحتلال التركي.
ويقول هؤلاء، إنهم يتجنبون زيارة أقربائهم، خوفاً من التعرض للخطف أو السرقة من قبل مجموعات المرتزقة وأيضاً خوفاً من تعرض النساء للاغتصاب.