إن مبدأ الدفاع والحماية الذاتية الذي تبناه شعبنا وبمختلف شعوبه في ثورة شمال وشرق سوريا؛ أثمر عن قرار مستقل وحُرّ، بات هذا القرار العامل الهام الذي يفتقده الكثيرون، بحيث ومن خلال هذا المبدأ وفلسفة المقاومة والدفاع عن الذات تطور الجانب العسكري والمجتمعي وتأسست المؤسسات التي وجدتها مختلف شعوبنا بأنها تلبي حاجاته في التنظيم وفق هذه الفلسفة سواء وحدات حماية الشعب الـ YPG، وحدات حماية المرأة الـ YPJ ، قوات الأمن الداخلي (الأسايش)، قوات الدفاع والحماية الذاتية وقوات الحماية المجتمعية.
بهذا الاندماج وهذه الروح والمبدأ الذي تحققت من خلاله قوة المجتمع وكان سبباً قوياً في بقائه وحفاظه على دوره وهويته تم تحقيق الانتصارات وتتالت إلى أن وصلت هذه المؤسسات إلى مرحلة متقدمة بات لها التأثير البالغ والمهم في معادلات المنطقة عامة وسوريا خاصة على وجه الخصوص في ظل التفاف المجتمع بمختلف فئاته وتكويناته حولها ما نتج مؤخراً عن هذا التلاحم وأداء الانتصار التاريخي الأكبر في تاريخ المنطقة من خلال دحر داعش على يد أبناء وبنات المنطقة.
الملف الذي كانت تعول عليه دائماً القوى المتربصة للنيل من انتصارات شعبنا وتقدّم مشروعه الديمقراطي خلال السنوات الماضية؛ كان ملف داعش في سوريا مع حقيقة نهاية داعش عسكرياً في آذار المنصرم من العام الجاري عاودت القوى المذكورة ترتيب تركيزها لتشويه هذا النصر التاريخي والذي حمل دلالات كثيرة أهمها:
ـ إثبات إرادة المقاومة التي يتحلى بها شعبنا.
ـ إثبات جدارة القوى المقاومة في ساحة المواجهة والبرهان بأنها (القوات العسكرية) ورغم حداثة ولادتها تمثل روح وتوجه المجتمع بمختلف شعوبه وتترجم أهداف الثورة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.
ـ بالرغم من الوجود التركي واحتلاله لبعض المناطق ومنها عفرين وإدلب وإعزاز وجرابلس إلا إنها باتت تفقد هيمنتها على الملف السوري .
حيث المحاولات التي يُراد منها تشويه دور وحضور قوات سوريا الديمقراطية اليوم هي ذاتها المحاولات التي تتم للتآمر على أي دور وطني سوري؛ في ظل عدم قدرة بعض القوى لبناء دور وطني ونموذج يمثل اللوحة السورية المتنوعة وأمام نجاح قسد (قوات سوريا الديمقراطية) في ذلك وتمثيلها للروح الوطنية السورية، وكنوع من الانتقام بعد هزيمة داعش كما ذكرت وإفشال كل ما قام أردوغان بالتخطيط له في سوريا اليوم تتعرض هذه القوات لحملة تشويه ممنهجة؛ قسد موجودة عملياً والعالم بات يدرك تضحياتها والتي أصبحت هويتها الثابتة خاصة فيما يتعلق بالتحضيرات المتعلقة بالحل السوري وهذا ما يثير الفزع لدى المراهنين على تقسيم سوريا وضرب تنوعها.
إن المخططات التي استهدفت المنطقة ولا تزال تستهدفها بعد مرحلة ما بعد داعش؛ ارتكزت في أهدافها على الترويج لوجود الضعف سواء في شكل ونموذج الإدارة الموجودة ودور القوى العسكرية المقاومة، هذه المخططات ليست تصادفية أو عبثية إنما منظمة وتأتي في إطار الحرب الخاصة واستهداف معنويات شعبنا وإرادته التي لم يتم التحكم بها بالرغم من كل المحاولات والحصار والهيمنة على بعض الفئات المحلية.
لا بدّ لأبناء شعبنا كافة إدراك هذه المخططات ومحاولات تشويه صورة الإدارة الذاتية والقوات العسكرية بمختلف تشكيلاتها، الانتصارات تحققت بفعل التكاتف والتلاحم المجتمعي وهذا التلاحم لطالما حقق هذا التطور والدور المهم فإن المضي به سيكون طريقاً نحو الانتصار دوماً وعقبة أمام كل من يريد النيل من إرادة وقرار شعبنا؛ بهذا الإدراك والوعي يجب ألا تنجح هذه القوى الرخيصة في خلق أي شك بدور ونهج ومبدأ القوات العسكرية، بمجرد الهجوم عليها بأساليب غير عسكرية؛ التفسير واضح ويعني إن هذه القوات باتت في مرحلة مهمة ومؤثرة، فشعبنا اليوم يخوض معركة مصيرية؛ هوية شعبنا، مشروعه، ثورته وقواته مستهدفة، الدلالات العملية عسكرياً سواء أم سياسية ودبلوماسية كانت؛ تشير ومن خلال المرحلة الحالية بأن شعبنا في مرحلة انتصار كبيرة ينبغي فيها ألا يكون هناك أي شك بهذه الحقيقة، بمجرد الوقوف عند مخططات ومحاولة القوى المعادية بوقفة فيها نوع من التأثير؛ نكون أمام تحقيق أحد أهم أهدافهم في استهداف معنوياتنا بعد فشلهم في القضاء عليها عسكرياً وسياسياً بإنكار إرادة شعبنا. يجب أن يزداد الالتفاف حول كل المؤسسات بما فيها العسكرية وزيادة التلاحم معها؛ بذلك نكون أمام فشل تام لمخططات الحرب الخاصة التي تُشن علينا؛ مسيرة 11 ألف شهيد وآلاف الجرحى مسيرة انتصار وطريقاً نحو استحقاقات تاريخية يقودها شعبنا بكل جدارة .