صحيفة العرب: القامشلي في قلب صراع دولي بارد على شمال شرق سوريا

قالت صحيفة العرب “تعزز روسيا من حضورها في مدينة القامشلي الواقعة في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا بالتوازي مع إعادة انتشار القوات الأميركية في الجانب الغربي من المدينة المتاخمة للحدود التركية، بعد انسحابها منها الشهر الماضي.

ويأتي الانتشار الروسي الأميركي المتزايد في القامشلي التي تعد عاصمة الإدارة الذاتية الكردية، مع تصاعد موجة التفجيرات والاغتيالات التي تضرب المدينة في الفترة الأخيرة، دون أن يتم التوصل إلى تحديد الأطراف التي تقف خلف تلك الهجمات، في ظل وجود أكثر من جهة مستفيدة من حالة الفوضى هناك وفي مقدمتها تركيا والنظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت قناة زفيزدا التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية الخميس إن موسكو بدأت في إنشاء قاعدة هليكوبتر في مطار مدني بمدينة القامشلي.

وتخضع القاعدة الجديدة لحماية من أنظمة بانتسير للصواريخ سطح/جو وتم نشر ثلاث طائرات هليكوبتر، بينها طائرتان هجوميتان من طراز ميج-35 وطائرة هليكوبتر للنقل العسكري من طراز ميج-8، هناك بالفعل.

وعرضت لقطات للشرطة العسكرية الروسية التي تحرس القاعدة إضافة إلى مركبات مدرعة وأطقم دعم أرضي ومحطة أرصاد وعيادة طبية صغيرة. وقال مراسل القناة بافل رمنيف “هذه أول مجموعة من طائرات الهليكوبتر العسكرية الروسية هنا في شمال سوريا… إنها لحظة تاريخية. من الآن فصاعدا ستعمل مجموعة الطيران الخاصة بنا على نحو دائم في مطار مدينة القامشلي”.

وقد سجل الأسبوع الجاري عودة للقوات الأميركية إلى قاعدة هيمو غرب مدينة القامشلي، قادمة من العراق.

ولا يرتبط الاهتمام الروسي بالقامشلي فقط بالاتفاق الذي جرى بين موسكو وأنقرة في مدينة سوتشي، فهناك أهداف أخرى أعمق وهي صراع النفوذ الدائر بين موسكو وواشنطن في شمال سوريا وشرقها فيما يعرف بـ”سوريا المفيدة” حيث تتمركز الثروة الطاقية والزراعية.

ويشير محللون إلى أن أحد دوافع تعديل الولايات المتحدة توقيت انسحابها من سوريا وإعادة الانتشار في القامشلي وغيرها من المدن هو عدم رغبتها في أن تخلي الوضع لروسيا وما سيعنيه ذلك من مكاسب استراتيجية للأخيرة سواء في علاقة بمسألة التسوية السياسية، أو في علاقة بتعويض خسائرها من تدخلها المباشر في الأزمة عام 2015 عبر السيطرة على منابع النفط.