وفق مصادر خاصة لصحيفة “النهار العربي” فإن الخلافات بين فرنسا والولايات المتحدة تتمحور حول عدم اعتقاد الفرنسيين بأن الولايات المتحدة تقوم بما يكفي لوقف الهجمات التركية على تلك المنطقة وعدم السعي لإيجاد مساحة للتفاوض بين تركيا والإدارة الذاتية.
من جانبه يعتقد الجانب الفرنسي أن الضغط الأمريكي على الطرفين ضروري للتوصل إلى حل، ولكن الولايات المتحدة لا تقوم بذلك بسبب عدم وجود استراتيجية أمريكية بعيدة المدى لسوريا أو أي منطقة أخرى، وهذا يثير قلقًا كبيرًا في فرنسا.
وفقًا للمصادر الفرنسية والكردية، تشعر فرنسا بالقلق إزاء التصعيد الأخير في شمال شرق سوريا، حيث تقوم القوات التركية بقصف مقاتلي قسد ومقارهم، وفي الآونة الأخيرة تم استهداف حتى القيادات المدنية والحكومية النسائية في تلك المنطقة.
الجانب الفرنسي يشكك في فعالية السياسة الأمريكية وقدرتها على خلق توازن دائم بين تركيا وقسد، من خلال منع تركيا من شن حملة عسكرية شاملة على مناطق شمال شرق سوريا مقابل السماح لها بتنفيذ ضربات جوية وعمليات ضد المقاتلين في تلك المنطقة. ومع ذلك، يعتقد الجانب الفرنسي أن الولايات المتحدة هي القادرة الوحيدة على تحقيق التوازن المطلوب والضغط على الأطراف المعنية لوقف التصعيد والعنف في المنطقة.
الهجمات التركية على منطقة شمال شرق سوريا تكثفت خلال الشهر الماضي، بعد توقفها لقرابة شهر من انتهاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، وبقاء “أردوغان” في سُدة الحكم، واحتفاظ حزب العدالة والتنمية وتحالفه السياسي مع القوميين الأتراك بالأغلبية البرلمانية، وصارت تستهدف شبكة أوسع من الأهداف والجهات في شمال شرق سوريا، بما في ذلك الهيئات والشخصيات السياسية والمدنية.
الهجمات التركية تأتي في وقت تتراجع الخدمات في شمال شرق سوريا، بسبب أزمات حياتية تتعلق بانقطاع المياه والتيار الكهربائي، التي تتسبب بها دولة الاحتلال التركي، فهي تتحكم منذ احتلالها لرأس العين عام 2019 بمحطة مياه علوك وتقطع المياه حتى اللحظة عن أكثر من مليون نسمة في مدينة الحسكة ونواحيها ما يخلق وضعاً كارثياً في المنطقة.