صفـ.ـعات تتلاقها فصـ.ـائل المـ.ـعارضة بعد تقارب تركيا مع دمشق

منذ اللحظة الأولى لتجنيد بعض اللاجئين السوريين في صفوف مجموعة مسلحة تعمل لتحقيق غايات الاحتلال التركي وهو يزرع في أذهانهم وعقولهم أنه إلى جانبهم في استحقاق حقوقهم من الحكومة السورية وأنه لن يتخلى عن الشعب السوري وخاصة اللاجئين السوريين لحين سقوط الحكومة السورية ومن يرأسها “بشار الأسد”.

وعلى هذا الأساس أخذت الفصائل المسلحة تنفذ ولا تعترض أي شيء تطلبه تركيا، فبدؤا باحتلال الأراضي السورية وأولها مدينة عفرين تلاها رأس العين وتل أبيض وأخذوا بارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية بحق المواطنين العزل وعلى وجه الخصوص الكردِ منهم

من قتلٍ واعتقال مقابل ومداهمة، ترهيب، تهجير، اغتصاب، إلى قطع الأشجار والاتجار بها والسطو على ممتلكات المواطنين وسرقة الآثاى وتهريبها لتركيا بغية محو هوية وإرث المناطق المحتلة خاصة عفرين، ناهيك عن محاولات تغيير ديمغرافية وتركيبة المدن السورية من خلال بناء المستوطنات والتصريح عن النية لإعادة 3 مليون لاجئ وتوطينهم في منازل ومدن ليست بمدنهم ولا ممتلكاتهم ما يعتبر خطوة تاريخية سيرتكبها الاحتلال بحق المدن السورية.

ومن شدة تحريض الفصائل المسلحة التابعة للاحتلال التركي على الحكومة السورية قرر وبأوامر تركية فصيل “هيئة تحرير الشام” الهجوم على قوات الحكومة السورية في حلب ربما كانت هذه الخطوة “غاية في نفس يعقوب” ألا وهي سيطرة تركيا من خلال فصائلها المسلحة على حلب.

وبالطبع كالمغشى على أبصارهم تنفذ هذه الفصائل كل ما تأمر به دولة الاحتلال التركي، وحشدت “هيئة تحرير الشام” تعزيزاته على خطوط التماس مع قوات الحكومة السورية في حلب.

إلى أن جاءت صفعة التقارب مع الحكومة السورية، الأمر الذي قلب طاولة “هيئة تحرير الشام” رأساً على عقب، وخلق ردود فعل غاضبة من قيادات “تحرير الشام” حيال ما قامت به تركيا من خداع وتلاعب بهم، بذلك تراجعت عن ضرب نقاط الحكومة السورية، بعد أن أدركت أنها مجرد أداة تتلاعب بها تركيا هنا وهناك وفقاً لمصالحها وغايتها.

ليس فقط “هيئة تحرير الشام”، بل المعارضة بكافة أقسامها المنضوية تحت راية تركية سواء كان “الائتلاف” أو “الحكومة السورية المؤقتة”، جميعاً مصيرهم على حافة الهاوية بعد الإعلان عن تطبيع العلاقات التركية – السورية، حيث ومنذ بداية الإعلان عن التطبيع قامت تركيا بتسليم العديد من المعارضين السوريين للحكومة السورية، كما سلمت سجلات عناصر الفصائل المسلحة لدمشق، لكيلا يكون لهم أيُ مهرب ومنفذ وتبقى يد تركيا ملفوفة حول أعناقهم.