طلبـ.ـات وراء زيـ.ـارة الأسد إلى موسكو يتـ.ـضمنها مصـ.ـلحة ثلاثية مشـ.ـتركة بين سوريا وتركيا وروسيا

كما حال الزيارات التي أجراها من قبل على مدى السنوات الماضية وصل الرئيس السوري، بشار الأسد، دون إعلان مسبق إلى موسكو، والتقى نظيره الروسي، فلاديمير بوتين في الكرملين.
قبل زيارته إلى موسكو في مارس 2023 كان الأسد قد وصل إلى العاصمة الروسية في سبتمبر 2021، في زيارة مفاجئة كانت الأولى له بعد “فوزه في الانتخابات الرئاسية”، التي حصلت في مايو من العام ذاته.
وأجرى زيارات مماثلة خلال الأعوام 2018 و2017 و2015، وكانت سرية ومفاجئة أيضا وأُعلن عنها في وقت لاحق وبعد حدوثها.
وبدوره أجرى بوتين زيارة إلى سوريا، مطلع عام 2020، زار فيها مركز قيادة القوات الروسية المسلحة في قاعدة “حميميم” بريف محافظة اللاذقية، والتقى الأسد وجها لوجه.
وفيما يتعلق بزيارة الأسد الحالية إلى الكرملين يرى الباحثون أنها تأتي في توقيت لا يمكن عدم ربطه بالعديد من التحديات والتحولات الإقليمية والدولية.
وأشارت وسائل الإعلام الروسية الرسمية، أن الطرفين بحثا العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة، والعلاقات التجارية والاقتصادية، والقضايا والأسئلة المطروحة حولها.
وكانت آخر زيارة أجراها الأسد إلى موسكو في مارس عام 2023، وتزامنت حينها مع خطوات “عسكرية – استخباراتية” اتخذها نظامه مع أنقرة، على صعيد عملية “بناء الحوار”، كما أطلق عليها في تلك الفترة، ورعتها موسكو.
وبينما يشير مراقبون الآن إلى أن الزيارة الحالية لا يمكن فصلها أيضا عن التطورات الحاصلة والجديدة على خط أنقرة – دمشق.
واكدو أيضا إلى أن أنقرة اليوم ليس في مصلحتها تعرض دمشق لأي خطر إضافي، وأن دعمها لإعادة السيطرة على كامل الجغرافيا السورية بات من بين الأولويات التركية، و هو ما يتماشى مع تصريحات الأسد بخصوص المصالحة مع أنقرة حول العودة لواقع ما قبل عام 2011.
ولا يفصل المحللون لقاء بوتين والأسد في الكرملين عن ملف المصالحة السورية – التركية، ويشيرو إلى أن التحول الكبير في الخطاب السياسي الدبلوماسي بين دمشق وأنقرة له أهمية كبرى في محادثات الرئيسين بوتين والأسد.
وبحسب المصادر ان أهم نقطة على جدول أعمال (بوتين والأسد) هي العلاقة بين دمشق وأنقرة والترتيبات فيما إذا كان هناك لقاء قمة بين الأسد وإردوغان خلال الفترة المقبلة.
وترعى موسكو مسار التقارب بين أنقرة ودمشق منذ المحطة الأولى التي عقدت على أراضيها في مطلع عام 2023، عندما اجتمع مسؤولون عسكريون واستخباراتيون.
ورغم أنها ليست الوحيدة الراعية لهذا المسار، إلا أن خطواتها اكتسبت زخما خلال الأيام الماضية، على صعيد التصريحات والمواقف.
روسيا تستعجل التقارب بين أنقرة ودمشق، لأنها تعرف أن أي انسحاب أميركي قد يؤدي لحرب وصراع جديد بين فصائل السورية وحكومة دمشق.
وكانت روسيا قد حرفت دفة الصراع في سوريا لصالح الأسد، عندما تدخلت عسكريا في البلاد عام 2015.
ومنذ تلك الفترة دعمت قواته على الأرض ومن الجو، وكذلك في الأروقة الدبلوماسية.
وبينما كانت موسكو توسّع نفوذها بالتدريج في البلاد عسكريا واقتصاديا وسياسيا أبرمت اتفاقيات مع تركيا.
وثبتت بموجب الاتفاقيات خطوط الصراع على الأرض، وكان أشهرها وأبرزها “سوتشي” 2020 و”سوتشي” 2019 وأخرى نص عليها مسار “أستانة”.