عُقِدَ في 24 و 25 من الشهر الجاري ما يسمى اجتماع آستانة حول سوريا، بين كل من دولة الاحتلال التركي وروسيا والنظام السوري وإيران، لكن ما كان مطروحاً للإعلام للنقاش حوله في هذا الاجتماع ربما لم يتطرق له المجتمعون قط، فقد تميز هذا الاجتماع ومنذ انطلاقته الأولى، بتسليم مناطق ما تسمى بالمعارضة المسلحة للنظام، وانسحاب المسلحين منها، بعد أن جندتهم تركيا لصالحها. من خلال تلك الباصات الخضراء التي اشتهرت في تلك الأونة. ولكن هذا الاجتماع كان بمثابة دق المسمار الأخير في نعش المعارضة، فقد قالها أكثر من مسؤول تركي وعلى أكثر من منبر بأن تركيا تعمل على عقد مصالحة بين ما سمتها بالمعارضة وبين النظام في دمشق، على حساب الدم السوري، غير آبهة بالمآسي التي مر به هذا الشعب.
وبحسب تسريبات عن هذا الاجتماع فقد اتفق أطرافه على مايلي:
دعم الفصائل المرتزقة التابعة لتركيا، وكذلك التابعة لإيران لضرب المصالح والنقاط الأمريكية في المنطقة.
عقب اجتماع استانا قتل ثلاثة جنود امريكيين و 34 على الاقل اصيبوا في هجوم شنه مسلحون مدعومون في طهران بطائرة مسيرة على القوات الأمريكية في شمال شرق الأردن بالقرب من الحدود السورية.
وحذرت بكين من “دوامة انتقام” في الشرق الأوسط. وازدادت مخاطر حصول مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بعد الهجوم على القوات الأمريكية في الأردن.
وحسب المصادر بأن إيران اقرت ان الجمهورية الإسلامية غير مسؤولة عن تصرفات أي فرد أو مجموعة في المنطقة، في إشارة إلى أكثر من 150 هجوما بمسيرات وصواريخ نفذتها مجموعات موالية لإيران على القوات الأمريكية في العراق وسوريا منذ بدء الحرب في قطاع غزة.
وحذرت بكين من “دوامة انتقام” في الشرق الأوسط. وازدادت مخاطر حصول مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بعد الهجوم على القوات الأمريكية في الأردن.
على هذا الصعيد أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” أن الجيش الأميريكي شن ضربات في اليمن استهدفت عشر طائرات مسيرة هجومية ومحطة تحكم أرضية تابعة لجماعة أنصار الله “الحوثي”.
وأكد محللون بأن دعم الفصائل الإرهابية التابعة لتركيا كارثة كبيرة ضحيتها المدنيين الذين يعيشون في مناطق احتلتها هذه المرتزقة، بحيث يقومون بالنهب والسرقة وخطف المدنيين وتصعيد التوتر في المنطقة، من خلال اجبار الاهل على ترك منازلهون واستمرارهم للانتهاكات في المنطقة.
فخلافات طهران وأنقرة بسوريا لم تعد ظاهرةً في ذلك التعقيد خلال أستانا الأخيرة، إذ تسعى الأولى لضمان بقائها بسوريا عبر المحافظة على حكم الرئيس بشار الأسد، لاستمرار التواصل الجغرافي بينها وبين حزب الله اللبناني، بينما تخلت الثانية عن مطلب إسقاط الأسد لصالح استمرارها باحتلال الأراضي السورية، وتغيير ديمغرافيتها وتتريكها، كمقدمات لضمها إلى أراضيها.