منذ 5 أعوام وتركيا تحتل مدينة عفرين ونواحيها في سوريا، في البداية هُجر الالآف من المدنيين قسراً، ومنهم من قتل أما القسم المتبقي فيعاني ويعيش الأمرين نتيجة ممارسات فصائل الاحتلال التركي وانتهاكاتها بحق هؤلاء الأهالي.
فتهددهم بالسلاح تارةً للسيطرة على عقاراتهم، وتدخل لأراضيهم الزراعية المشهورة بأشجار الزيتون وتقطعم بالمئات تارةً أخرى، ناهيك عن الخطف والاغتصاب والاعتقال التعسفي مقابل مبالغ مالية هائلة.
وفي الآونة الأخيرة ولاحتياج المستوطنات لمساحات واسعة بدأت فصائل الاحتلال التركي بقطع المئات من الأشجار الحراجية والمثمرة لتوسيع مشروعها الاستيطاني وبناء مستوطنات جديدة تكفي للمرحلين السوريين من تركيا إلى سوريا تحت ما يسمى بالـ “العودة الطوعية”، حيث كُثفت عمليات الترحيل هذه بعد الانتخابات التركية التي حُسمت لصالح أردوغان، والذي صرح علناً عن نيته لإعادة 3 مليون لاجئ من تركيا إلى سوريا (سبق وأن نشرنا العديد من التقارير على موقعنا “روز برس” التي أكدت أن السوريين يجبرون كراهية وتحت التهديد للتوقيع على استمارات العودة “الطوعية” إلى سوريا).
كما ونُقلت ولاتزال حالات الترحيل من تركيا إلى سوريا عبر تقارير ورصد إعلامي.
إن عمليات الترحيل هذه التي تنفذها السلطات التركية بحق السوريين وإجبارهم على الاستيطان في مدن ليست بمدنهم ما هي إلا جريمة أخرى تُضاف على قائمة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق عفرين، ألا وهي محاولة تغيير ديمغرافية المدينة ذات الغالبية الكردية، الكرد الذين أينما وجدوا لا يسلمون من جرائم أردوغان وانتهاكاته، وتأكيداً على ارتكاب الاحتلال التركي لهذه الجرائم كون العديد من وسائل الإعلام تغض الطرف عن هذه الانتهاكات، أكدت لجنة التحقيق الدولية الخاصة بـ سوريا في تقريرٍ لها صُدر سابقاً قيام الاحتلال التركي والفصائل المسلحة التابعة لها بارتكاب الانتهاكات بحق الكرد في الشمال السوري، وقالت لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا في التقرير الذي ان الفصائل التابعة للجيش الوطني المدعوم من تركيا ترتكب الانتهاكات والاعتقالات التعسفية بحق المدنيين الكرد في مناطق عفرين وريفها إلى جانب مساعيها الواضحة في عملية التغيير الديمغرافي من خلال ترحيل السوريين من أراضيها إلى سوريا قسراً.
جاء هذا التقرير رداً على تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الذي أشار إلى أن الولايات المتحدة لا ترى خطة تركيا بإعادة مليون نازح سوري إلى شمالي سوريا تهدف إلى تغيير ديمغرافي في عفرين.
وأشار الدبلوماسي الأميركي إلى أن الولايات المتحدة “لا تعارض العودة الطوعية الفردية، إلا أن الظروف في سوريا اليوم لا تسمح بعودة منظمة على نطاق واسع”، مؤكداً أن واشنطن “كانت واضحة جداً بشأن هذا الأمر مع شركائها الأجانب، بما فيهم تركيا”.