أخبار عاجلة

“فلسـ.ـفة جديدة لاتفـ.ـاقية أضنة” مضـ.ـمونها تركيا تحـ.ـتل الأراضي السورية مثلما احـ.ـتلت لواء الإسكندرون

جرى توقيع اتفاقية أضنة بين دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق في مدينة أضنة التركية، في الـ 20 من تشرين الأول عام 1998.
ساهمت مصر بقيادة حسني مبارك والولايات المتحدة في عهد بيل كلينتون وكذلك إيران في توقيع اتفاقية أضنة. وذكرت السلطات التركية حينها “لولا وساطة مبارك وخرازي (كمال خرازي وزير الخارجية الإيرانية في ذلك الوقت) لكانت تركيا ستخوض حرباً مع سوريا”، حيث كانت هناك مؤامرة دولية ضد سوريا والشعب الكردي.
هذه الاتفاقية التي تضم 4 ملحقات أسست لمرحلة جديدة من التآمر بين دولة الاحتلال التركي وقوى الهيمنة العالمية ضد الكرد وشعوب الشرق الأوسط، وخلقت واقعاً مدمراً للشعب السوري على وجه الخصوص.
في اتفاقية أضنة رضخت الدولة السورية لتهديدات تركيا مدعومة بحلف الشمال الأطلسي وسمحت لتركيا بالتوغل ضمن أراضيها.
كما ينص أحد بنود الاتفاقية على تخلي سوريا عن لواء اسكندرون التي سلختها تركيا عن سوريا عام 1939. ويبدو أن السلطات السورية لم تكن تمانع في التخلي عن أجزاء من سوريا لتجنب الدخول في صراع مع الدولة التركية.
حين هددت تركيا باجتياح الأراضي السورية، وبعث الرئيس العراقي الراحل صدام حسين برسالة شفوية إلى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، يؤكد استعداد العراق لوضع كل وحدات الحرس الجمهوري في تصرفه لمقاتلة القوات التركية إذا غزت سوريا. وحمل محمد منصورة المسؤول في المخابرات السورية، رداً جاء فيه: “الرئيس حافظ الأسد يشكر القيادة العراقية على موقفها، لكن سوريا غير مستعدة لخوض حرب مع تركيا حتى ولو احتلت أجزاء من أراضينا”.
الغزو الثقافي والاقتصادي لسوريا
بعد توقيع اتفاقية أضنة زار الرئيس التركي حينها أحمد نجدت سوريا عام 2000، وفي 2004 زار بشار الأسد تركيا، وفي عام 2009 تم توقيع عشرات الاتفاقيات والبروتكولات بين الدولتين السورية والتركية تمكنت الأخيرة من خلالها من غزو سوريا اقتصادياً.
وامتلأت الأسواق السورية بالبضائع التركية على حساب المنتجات المحلية وهو ما خلق انزعاجاً داخلياً ناهيك عن استياء كبير لإيران التي سعت هي الأخرى لترسيخ توغلها في سوريا من الباب المذهبي والاقتصادي والثقافي.
لم يقتصر الأمر على الغزو الاقتصادي لسوريا بل امتد إلى المجال الثقافي، حيث أُدرجت اللغة التركية ضمن المناهج الجامعية في جامعتي حلب ودمشق.
إلى جانب اللغة التركية احتلت الدراما التركية الشاشات العربية والسورية على وجه الخصوص وروجت لمفاهيم غريبة عن المجتمع السوري وبالأخص قبل الأزمة السورية.
اتهامات عديدة طالت حكومة دمشق في ما يخصّ قضية لواء اسكندرون، عن إبرام الرئيس بشار الأسد صفقة مع حكومة رجب طيب أردوغان تخلّى بموجبها عن أراضي اللواء مقابل زيادة حصة سوريا من نهر الفرات، بعدما أثاره استثناء حكومة دمشق للواء الاسكندرون من خريطة الحدود السياسية الحالية عام 2004، ما أدّى إلى تصاعد وتيرة الاتهامات لحكومة دمشق ببيعه أراضي اللواء أسوة باتهامات طاولت الرئيس الراحل حافظ الأسد ببيعه هذا الإقليم المحتلّ سابقاً، بالإضافة إلى اتهامات تضمنت تخليه عن أراضي الجولان السوري.
بعد بدأ الأزمة السورية عام 2011، أظهرت الدولة التركية نواياها الاستعمارية ودعمت الفصائل المسلحة التي استباحت الأراضي السورية.
وعندما فشلت الفصائل في تنفيذ المخططات التركية، بدأت دولة الاحتلال التركي احتلالها المباشر للأراضي السورية عبر بوابة جرابلس، في الـ 24 من آب عام 2016، بعد أيام على هزيمة داعش في منبج. واصلت تركيا احتلالها للأراضي السورية واحتلت عفرين، في عام 2018، وسري كانيه وكري سبي/ تل أبيض، عام 2019، إلى جانب احتلال أعزاز والباب وأجزاء من محافظة إدلب الشمالية.
في عام 2019، بدأت روسيا بالحديث عن اتفاقية أضنة كبوابة للتطبيع بين حكومة دمشق والدولة التركية المحتلة، وجرى الحديث عن تعديل لاتفاقية أضنة يخوّل دولة الاحتلال التركي غزو المناطق السورية الحدودية بعمق 30 كم.
لم تفض الضغوط الروسية على حكومة دمشق للتوصل إلى تطبيع كامل مع دولة الاحتلال التركي، لكن دولة الاحتلال التركي بدأت باستهداف مناطق بعمق 70 كم ضمن شمال وشرق سوريا دون أن يصدر أي صوت من حكومة دمشق، وهو أمر لا يزال مستمراً حتى الوقت الراهن.
واعتبر المحللون بأن اتفاقية أضنة اشارة واضحة ان حقوق سوريا بأراضيها الطبيعية وخصوصا لواء الاسكندرون والشمال السوري تماما تم انهائها من قبل تركيا، وبان سوريا رضيت بذلك دون المطالبة بحقه.
تحاول روسيا الان العودة الى اتفاقية أضنة من أجل تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، وذلك من أجل شرعنة الوجود التركي في الأراضي السورية، وتسليم الفصائل السورية لحكومة دمشق من أجل اسكاتها، وتؤيد تركيا إعادة ابرام اتفاقية اضنة من أجل السيطرة على الأراضي السورية مرة اخرى، وتهدف روسيا من هذا ببسط نفوذها ومشاركة تركيا وسوريا في حربها باوكرانيا، خطط لاتنتهي على حساب الشعب السوري، وحكومة دمشق صامتة تنظر إلى مناطقها تحتل مثلا لواء الاسكندرون لصالح تركيا وهي مكتوفة الأيدي.