ليس أمام المسافرين فحسب أغلقت إدارة معبر فيش خابور التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق المعبر، في 12 أيار الجاري، إنما أمام البضائع والمواد التجارية أيضاً.
فبعد مضي أكثر من 10 أيام على إغلاق المعبر المقابل لسيمالكا، بدأت تظهر التبعات والنتائج السلبية على الوضع المعيشي لمواطني شمال وشرق سوريا، في وقت تخطت فيه الليرة السورية حاجز الـ 9 آلاف مقابل الدولار الأمريكي.
في رصد لـ روز برس، تبيّن أن إغلاق المعبر أدى نقص في حليب الأطفال وفقدان بعض أنواع الأدوية الأمر الذي يهدد حياة الأطفال والمرضى.
ناهيك عن المواد الغذائية الأساسية مثل السكر والطحين الأبيض، مما سيضع الوضع المعيشي في تهالك أكثر، إذ أن ارتفاع سعر الدولار يؤثر على أسعار البضائع التي باتت معظمها تباع وفقاً للعملة الصعبة.
هذا الإغلاق لم يستثني الحديد والاسمنت أيضاَ، فقد تضاعفت الأسعار قرابة ضعفين، فعلى سبيل المثال تضاعف سعر الاسمنت من 25 ألف ليرة سورية إلى 60 ألف.
كل هذا يزيد من أعباء 5 ملايين مواطن في شمال وشرق سوريا، لا سيما أنهم متضررون نتيجة إغلاق معبر اليعربية أو تل كوجر (كما يعرف بين السكان المحليين) بفعل فيتو صيني روسي عام 2020.
أضف إلى ذلك الحصار الذي تمارسه الحكومة السورية التي تتحكم بالمعابر الفاصلة بين مناطقها وبين مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، إغلاقها لهذه المعابر، وكذلك الأمر بالنسبة للمعابر الفاصلة بين شمال وشرق سوريا وشمال غربها التي تحتلها الفصائل الموالية لتركيا.
فضلاً عن عقوبات قيصر المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على الحكومة السورية وتأثر مناطق شمال وشرق سوريا بها.
جميع هذه الأمور تفرض واقعاً جديداً على شمال وشرق سوريا وتعرض حياة سكانها لأخطار محدقة وكوارث إنسانية وشيكة وأخرى تمس الأمن الغذائي في المنطقة بصورة بالغة الخطورة، لا يحمل مسؤوليتها سوى المسؤول عن إغلاق المعبر دون أسباب معقولة.