في إطار مخـ.ـطط التـ.ـغيير الديـ.ـموغرافي..استمرار بناء المستوطـ.ـنات في المناطق المـ.ـحتلة في سوريا

تواصل دولة الاحتلال التركي التغيير الديمغرافي في المناطق المحتلة في سوريا بشكل ممنهج، حيث تستخدم تركيا كل إمكاناتها لفرض واقع جديد على المنطقة منذ احتلالها للمناطق السورية. بدأت تركيا في عام 2018 بإنشاء أولى مشاريعها الاستيطانية في المنطقة، وزادت في الفترة الأخيرة بناء المستوطنات بوتيرة متسارعة، بدعم وتمويل من جمعيات قطرية وكويتية تحت مسميات “الجمعيات الخيرية”.
تستخدم تركيا المساعدات الإنسانية وأموال الإغاثة، خاصة من قطر وفلسطين والكويت وغيرها من الدول، لبناء مجمعات سكنية كبيرة. يأتي ذلك في إطار مخطط خطير يهدف في النهاية إلى تغيير ديمغرافي شامل لتسهيل ضم هذه المناطق وغيرها إلى تركيا فيما بعد.
تشارك نحو 24 جمعية تركية وقطرية وكويتية وفلسطينية في عملية بناء المستوطنات في المناطق المحتلة. وقد حمّلت منظمة حقوق الإنسان في عفرين – سوريا في وقت سابق دولتي قطر والكويت المسؤولية في مساعدة تركيا ببناء المستوطنات في عفرين وجميع المناطق المحتلة بهدف التغيير الديمغرافي للمنطقة وتحقيق أهداف تركيا الاستعمارية في سوريا بإعادة أطماع أجدادها العثمانيين.
في مقاطعة عفرين المحتلة، لجأ الاحتلال التركي إلى الجمعيات الإخوانية القطرية والكويتية والأوروبية لبناء المجمعات الاستيطانية، وذلك تحت مسميات إنسانية. وكانت أولى خطواتها في الـ 15 من تشرين الثاني لعام 2018، إنشاء مجمع استيطاني باسم “القرية الشامية” نسبة لفصيل الجبهة الشامية، وذلك شرق مدينة عفرين المحتلة، على السفوح الجبلية غرب بلدة مريمين غرب مدينة عفرين.
وفي ناحية شيراوا، أقدمت جمعية ما تسمى “العيش بكرامة لأهالي فلسطين 48” على إنشاء مجمع استيطاني يضم 99 وحدة سكنية تحت اسم “بسمة”، في قرية شاديريه الإيزيدية، لتوطين الأسر الفلسطينية التي جلبتها تركيا من مخيمات الفلسطينيين في سوريا، ومنها مخيم اليرموك.
وعمد الاحتلال التركي إلى توطين الأسر التركمانية على طول الشريط الحدودي الممتد من ناحية شرا وحتى بلبلة، ومن ناحية جندريسه وحتى ناحية راجو، وإنشاء عشرات المجمعات الاستيطانية.
وفي إطار مخططات الاحتلال التركي الهادفة إلى تغيير ديمغرافية مناطق شمال سوريا، ووسط عمليات الترحيل المستمرة للاجئين السوريين قسراً من تركيا وتوطينهم في تلك المناطق، افتتح “الهلال الأحمر” القطري بالتعاون مع سلطات الاحتلال مستوطنة جديدة في ريف الباب المحتل شمالي سوريا. يجري ذلك من خلال بناء المستوطنات تحت غطاء إنساني وأحياناً بذريعة مساعدة المهجرين والنازحين أو متضرري زلزال شباط العام الماضي.
في هذا السياق، افتتح وفدان تركي وقطري رفيعا المستوى مستوطنة جديدة تحت اسم “قرية الإنسانية أولاً” في منطقة سوسنباط بريف قباسين في منطقة الباب بحلب. المستوطنة الجديدة، التي أشرف الهلال الأحمر القطري على بنائها، تتألف من 1000 شقة سكنية.
تخصص تركيا هذه المستوطنات عادةً لتوطين عائلات عناصر الفصائل وأقربائهم، بهدف التغيير الديمغرافي للمناطق السورية بعد تهجير السكان الأصليين منها، وخاصةً الكرد. يشار إلى أن منطقة الباب كانت تضم أكثر من 100 قرية كردية، تم تهجير سكانها بشكل متتابع من قبل الفصائل الموالية لتركيا، مما جعل هذه المنطقة خالية بشكل شبه كلي من سكانها الكرد الأصليين.