بعد اندلاع المواجهات الأخيرة في غزة أدخلت إسرائيل تعديلاً على استراتيجيتها الخاصة بكبح النفوذ الإيراني في سوريا، وباتت تستهدف في غاراتها الجوية قادات مؤثرة في الحرس الثوري الإيراني، خصوصاً تلك المتخصصة بنقل الأسلحة إلى سوريا ولبنان وفلسطين، والمنخرطة في العمل الاستخباري.
مثلت عملية اغتيال القيادي الكبير في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي تجسيداً لهذا التغيير الذي طرأ مؤخراً على الهجمات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، مع الحفاظ على الهدف العام للضربات المتمثل بإضعاف النفوذ الإيراني في سوريا.
في هذا الشأن أجرى بشار الأسد سلسلة من التعيينات والتغييرات على مستوى القيادة الأمنية في دمشق، منها إعفاء اللواء علي مملوك من منصب رئيس مكتب الأمن الوطني.
فبحسب المحللون عدم سيطرة حكومة دمشق على القيادات الامنية في القصر الجمهوري، أدى إلى عمل هذه القيادات كعملاء لاسرائيل وإرسال معلومات عسكرية سرية لها، لاستهدافها لمواقع ضباط وقادات في سوريا.
حيث أعلنت سابقة وزارة الأمن الإيرانية، انها كشفت عددا من الجواسيس التابعة لاسرائيل في 28 بلدا حول العالم منها سوريا وإيران.
وأكد المحللون بأن التخلص من الوجوه القديمة لا يعني بالضرورة فتح صفحة جديدة، فالضباط الحاليون أيضا يخضعون للعقوبات الغربية نتيجة انتهاكات بحق الشعب السوري قاموا بها خلال السنوات الماضية.
وبان عملية إصلاح القطاع الأمني في سوريا كما يريدها حكومة دمشق هي استبدال ضابط بضابط آخر من صندوق القتلة، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية التي تشاع لا يمكن أن تغسل يد القتلة مطلقا.
ان مساعي إسرائيل لتوسيع الصراع وإدخال القيادات الإيرانية ضمن المستهدفين، هدفه ترميم صورة تل أبيب واستعادة قدرتها على الردع التي انهارت بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول في محيط غزة.