أظهرت وثائق حديثة وجود قياديين من تنظيم حراس الدين في تركيا، وتنسيقهم مع الفصائل المسلحة في سوريا. من بين هؤلاء القادة، تم الكشف عن شخصية بارزة تُدعى رمضان قندري، المعروف أيضاً بـ “الشيخ عثمان الأحوازي” و”أبو بلال المهاجر”، وهو إيراني الجنسية، ومتزوج من امرأة عراقية تدعى مروى عباس ولهما ابن يُدعى بلال. يشرف الأحوازي على تدريب العناصر الشبابية ضمن أكاديمية “حمزة بن لادن” التابعة لحراس الدين.
تشير الوثائق إلى أن الأحوازي هو أمير عسكري في كتيبة الأحواز، ويقيم في جبل التركمان شمال اللاذقية، ويتنقل بشكل متكرر بين سوريا وتركيا، حيث تقيم عائلته في ولاية هاتاي التركية. تشمل مهامه تدريب “الأشبال” وتوزيعهم على جبهات القتال في جبل الأكراد وجبل التركمان، حيث يساهمون في الهجمات ضد القوات الروسية والحكومة السورية.
بالإضافة إلى الأحوازي، تكشف الوثائق عن شخصية أخرى تُدعى علاء الدين ريحان، الذي كان متواجداً ضمن صفوف داعش حتى عام 2016، وانتقل بعد ذلك إلى جبهة النصرة في عام 2017. وقد شوهد مؤخراً في إدلب بشمال غرب سوريا، حيث كان يشارك في العمليات ضد القوات الروسية.
يعتبر تنظيم حراس الدين، الذي يتلقى دعماً من تركيا، أن اتفاق سوتشي حول إدلب “مؤامرة كبرى”. وقد جاء رفض حراس الدين لهذا الاتفاق بناءً على أوامر تركية، حيث تقدم تركيا له جميع أشكال الدعم كوسيلة للضغط على روسيا لثنيها عن تنفيذ الاتفاق المتعلق بإدلب وشمال اللاذقية. لا يستطيع هذا الفصيل، الذي يضم نحو 1800 عنصر، رفض أي طلب تركي نظراً لأن غالبية عناصره من خارج سوريا، حيث تعيش أسرهم في تركيا، ويتنقلون بجوازات سفر تركية.
يدعم حراس الدين أيضاً العمليات التي تستهدف القوات الروسية في سوريا، ويُعتقد على نطاق واسع أنهم قد ساعدوا الأوكرانيين في تنفيذ هجمات منسقة على المواقع الروسية، بفضل التعاون مع فصائل سورية موالية لأنقرة. يُبرز هذا التعاون بين الأوكرانيين وحراس الدين العلاقة المعقدة بين الفصائل المسلحة في سوريا والقوى الدولية المتداخلة في الصراع، حيث يُعزى دعم حراس الدين لأوكرانيا إلى الجهود التركية لزيادة الضغط على روسيا في المنطقة.