على نحو مماثل لتجارب سابقة في أذربيجان وأوكرانيا وليبيا، بدأت تركيا جمع وإرسال مجموعات جديدة من الفصائل السورية إلى النيجر، الدولة الأفريقية التي تخوض صراعاً جديداً في ظل تراجع السيطرة الفرنسية في القارة السمراء، وانقلاب المزاج ضد الولايات المتحدة وتوسع الدور الروسي.
وتجري عمليات حشد هذه المجموعات بالطريقة نفسها، وذلك عبر شركة «سادات» الأمنية وفصائل تنشط في ريف حلب الشمالي، أبرزها “فرقة السلطان مراد” و “العمشات”، التي يتم تجهيزها وإرسالها بطرق غامضة نحو أفريقيا، انطلاقاً من كلّس، المدينة التي يجري فيها سحب جميع الهواتف النقالة من أيدي الفصائل لمنع تتبّعهم، ما يعني انقطاع الاتصال بينهم وبين ذويهم.
وقالت المصادر بان القوات الأميركية تستعد للانسحاب من النيجر لتحلّ مكانها قوات روسيّة قدمت إلى البلاد خلال الشهرين الماضيين، وأنباء عن وجود خطط لإنشاء قاعدة عسكرية تركية جديدة في البلاد، وفي ظل حديث مستمر عن توقيع عقود بين الجانبين لشراء مسيّرات تركية في إطار «تحالف الساحل الأفريقي» الذي يضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو، بدأت عمليات جمع وتجيهز دفعات من الفصائل السوريين وإرسالهم إلى النيجر.
إذ تمثّل هذه العمليات، والتي تنفذها شركات أمنية بشكل غير رسمي، سبيلاً من سبل التخلّص المستمر من الفصائل السورية، وفتحاً لأبواب تهريبهم نحو جبهات بعيدة، بالإضافة إلى ربط مصالح هؤلاء بالمصالح التركية، في وقت سينضمّ فيه هؤلاء إلى الحلف الروسي – التركي في أفريقيا، ما يعني أنهم سيقاتلون إلى جانب الروس.
وبحسب المصادر الخاصة لروز بريس بان، نحو 25 من الفصائل السورية أعيدوا إلى عفرين المحتلة من النيجر لتلقي العلاج في مشفى عفرين العسكري، اغلب هؤلاء من عناصر فصائل “العمشات”، في وقت تستعد تركيا لإرسال دفعة جديدة من الفصائل إلى النيجر.
أشارت الكثير من التقارير بان عوائل هؤلاء الفصائل اعربو عن عدم رغبتهم بارسال اولادهم إلى القتال خارج سوريا، مع هذا أيضا تركيا قامت باستغلال الفصائل واغرائهم بمبالغ مالية من أجل ارسالهم الى النيجر، ثم تركهم للموت هناك.
طريقة جديدة للتخلص من الفصائل السورية، بحيث تخطط تركيا بالقضاء على هذه الفصائل من خلال تصفيتهم واخراجهم من المناطق المحتلة من قبل تركيا منها عفرين وسري كانيه والمناطق الاخرى، بحيث يرضي تركيا حكومة دمشق ويوكد لها بانه لم يبقى غير المدنيين والاستخبارات التركية في هذه المناطق، هذا ماافادته الوسائل الاعلامية.
تأتي الخطوة التركية لتجهيز دفعة من الفصائل السوريين تمهيداً لإرسالها إلى النيجر، في سياق الضغوط عليها خلال الجولة الـ21 من اجتماعات مسار أستانة، بحضور كل من تركيا وروسيا وإيران ووفد من حكومة دمشق، وتعرّضت تركيا لضغوط من القوى المشاركة بضرورة تفكيك الفصائل الموالية لها في الداخل السوري، والتي تمثل تياراً عسكرياً موازياً للجيش حكومة دمشق. وفي هذا السياق، يبدو أن تركيا تسعى إلى أضعاف وتصفية عناصر الفصائل السورية الذين يدينون بالولاء الأيديولوجي لها في مناطق نفوذها الخارجي، فضلاً عن ارتباطهم بشكل مباشر مالياً وتنظيمياً بالاحتلال التركي.
وقد أثارت المناطق في شمال غرب سوريا غضباً شعبياً بعد تداول مقاطع فيديو، تظهر شدة المعارك في النيجر، وأخرى تظهر مجموعة من الفصائل السوريين الذين يقاتلون في النيجر بجانب تركيا وروسيا، في ظل صمت تام من الاحتلال التركي، وبعد وصل عدد من جثث الفصائل إلى سورية.
أشارت المصادر بأن غضب الأهالي في المناطق المحتلة قد زاد أكثر بعد دخول قوافل روسيا إلى هذه المناطق مع الجيش التركي، بهدف تطبيع تركيا مع حكومة دمشق، وكبش الفدى كانت الفصائل السورية لإرضاء حكومة دمشق وبقاء تركيا في سوريا.