تبرز الأهمية تكثف إيران من وجودها العسكري في جنوب حلب في ضوء الأهداف التي تسعى لتحقيقها، وذلك كما يأتي:
ــ مركز لعملياتها العسكرية في الشمال السوري
تمثل هذه القواعد الإيرانية نقطة ارتكاز إيران الأساسية لإدارة معارك الشمال السوري، حيث تحتوي على غرفة عمليات مركزية للحرس الثوري الإيراني وبطاريات صواريخ أرض- أرض, ومخازن للأسلحة ومركزاً لتجمع آلاف من عناصر المليشيات العراقية والأفغانية واللبنانية والمحلية التي يديرها “الحرس الثوري” الإيراني، ومنها وسعت مناطق نفوذها في عمق ريف حلب الجنوبي أواخر عام 2015م إلى أن أوقفت فصائل المعارضة تقدمها نحو الأوتوستراد الدولي بعد معارك حامية الوطيس في تلة العيس وخلصة وبانص وخان طومان, ولعبت دوراً كبيراً خلال حصار حلب الشرقية، من خلال إدارة معارك المدينة، وكانت منطلقاً لآلاف القذائف المدفعية والصاروخية التي استهدفت الأحياء الشرقية لحلب.
كما كان لها دور مهم في معارك السيطرة على مناطق شرق سكة الحجاز في الشهر الأول من عام 2018م.
ــ الدفاع عن عمقها الاستراتيجي جنوب حلب
تمثل المناطق الواقعة في الخطوط الأمامية للقاعدة الإيرانية في جبل عزان, مثل: “الحاضر وشغيدلة وتلتي البقارة والبنجيرة””, عمقًا استراتيجيا يرتبط مصيرها بمصير قاعدة جبل عزّان التي تنتشر فيها تلك الميليشيات دفاعًا عن هذا العمق، وعن المراكز الحيوية في المنطقة، كمعامل الدفاع في السفيرة, وطريق حلب – خناصر, ومطار النيرب العسكري, وعن العمق الاستراتيجي المتمثل في مدينة حلب, وغيرها من المناطق التي تعتمد عليها الميليشيات الإيرانية.
وتدرك الميليشيات الإيرانية أن خروج قاعدة عزّان عن سيطرتها بأي طريقة إنما يمثل بداية انهيار وجودها العسكري في الشمال السوري, ولذلك هذه القاعدة جبهة مستقلة بذاتها، يدافعون عنها بكل الوسائل وفي كافة الاتجاهات، وتساندهم في ذلك الطائرات الروسية في كل مرة تحاول فيها فصائل المعارضة التقدم باتجاه قواعد الميليشيات الإيرانية.
– تهديد سلامة المنطقة أمنياً
يدررك الإيرانيون حجم التهديد الذي يمكنهم إحداثه تجاه أمن المنطقة وسلامتها، ومصالح القوى الدولية والإقليمية فيها كــ”روسيا وتركيا” التي يعدونها شريكًا في تحالف آستانة, لذلك قاموا بمضاعفة جهدهم لخلق حالة تهديد مستمرة في المنطقة فيما لا يتوافق ومصالحهم, كمحاولة تعطيل اتفاق المدن الأربعة، والتهديد بنسف اتفاق إدلب الأخير, من خلال تكثيف القصف الصاروخي على المنطقة منزوعة السلاح, والمطالبة بنشر قوات الحرس الثوري الإيراني إلى جانب القوات العسكرية الروسية والتركية.
القوة البشرية للميليشيات الإيرانية في جنوب حلب:
يخوض الإيرانيون الحرب في سوريا بــ”الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية” متعددة الجنسيات؛ ما يعني أن هذه القوات تتضمن كيانين منفصلين، هما: الحرس الثوري, والميليشيات الشيعية, وقد ركز الإيرانيون على تغييب دور ميليشيات الأسد في حلب منذ عام 2015م بعد احتلالهم المدينة وأجزاء واسعة من الريف الحلبي, تشمل ما يأتي:
1- ميليشيا الحرس الثوري الإيراني
2- فيلق القدس
3- لواء “محمد رسول الله”
4- لواء صابرين
5- ميليشيا حزب الله اللبناني الشيعي
6- لواء أبي الفضل العباس
7- كتيبة قمر بني هاشم “الجوالة”
8- حركة النجباء الشيعية العراقية
9- لواء الإمام الحسين
10- لواء فاطميون