تاتي التقارير عن تراجع الوجود الايراني، لاسيما حول درعا والقنيطرة بالقرب من مرتفعات الجولان، في اعقاب الهجوم الاسرائيلي.
يندرج الهجوم غير المسبوق الذي شنّه المؤيد لحكومة دمشق بشار برهوم، في الأسابيع الأخيرة، ضد حليفة النظام الأبرز، إيران، بالتزامن مع اشتداد الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد النفوذ الإيراني العسكري في البلاد، وصولاً إلى استهداف القنصلية الإيرانية في قلب العاصمة السورية.
حينما اندلعت غضبه عبر وسائل التواصل، في صيف العام الفائت، اندس بشار برهوم في غمارها، وخاض مع الخائضين فيها، فشتم حزب البعث الحاكم، كما شتم أجهزة المخابرات ووصف عناصرها بـ “الأذلاء”.
وفي الأسابيع الأخيرة، طرأ تغيّر لافت على خطاب بشار برهوم، إذ شن هجوماً لاذعاً على إيران، واصفاً إياها بـ “العدو”. بل وصفها بـ “العدو” الأول للسوريين، مقارنة بـ إسرائيل، حسب وصفه. واللافت أكثر، أنه طالب بإخراج “الفرس” من سوريا، دون أن يحمّل مسؤولية إدخالهم لنظام الأسد، بل حمّل تلك المسؤولية لثورة العام 2011، وما تلاها من حراك مسلّح، باعتباره السبب في استجلاب الإيرانيين.
والان ارتفعت سقوف غضبه سريعاً، فمرة اخرة ظهر وبدأ بالحديث ضد إيران وقياداتها في سوريا، حيث قال عبر مقابلة تلفزونية، يتشرف لي بأن اتواصل مع إسرائيل او غيره ضد إيران وقياداتها، وأكد انه جاهز ليتعامل مع أي دولة أو طرف ضد إيران.
من جانبه اعتقد المحللون، أن التفسير الأكثر ترجيحاً، هو أن الهدف “تنفيس” غضب الشارع الموالي بالساحل حيال النفوذ الإيراني في مناطق سيطرة حكومة دمشق، ونتائج هذا النفوذ التي حوّلت البلاد إلى ساحة صراع مباشر إيراني – إسرائيلي، يسقط في سياقه قتلى من الجنود السوريين المنتمين أساساً لتلك البيئة الموالية. ناهيك عن الإنهاك الاقتصادي الذي يتسبب به هذا النفوذ، والذي يمنع دخول استثمارات خليجية في سياق إعادة تأهيل النظام، نظراً لأن المراهنين على “التطبيع” مع النظام، في دول الخليج، بنتظرون ما يدلل على قدرة النظام على الحد من النفوذ الإيراني، قبل الانخراط في إعادة تأهيله، اقتصادياً.