على خلفية الوضع الراهن في المناطق المحتلة التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في الشمال السوري، من انتهاكات ممنهجة تمارس بحق الأهالي والطبيعة، لتهميش المنطقة وإفراغها من المواطنين الأصليين “غابيتهم من الكرد”، لتطبيق سياسة التغيير الديمغرافي على يد السلطات التركية.
برز دور مؤسسة بارزاني الخيرية، التي تدعي بأنها جمعية إنسانية، تعمل على تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للنازحين والمهجرين، إلا أن الواقع يعكس عكس ذلك، من حيث طبيعة نشاط المؤسسة في تلك المناطق وخصوصاً في عفرين المحتلة.
حصلت مؤسسة “بارزاني” الخيرية، على ترخيص من المجالس المحلية التابعة لما يسمى “الحكومة المؤقتة” بأوامر مباشرة من قبل الاستخبارات التركية لافتتاح فروع لها في عدة مناطق في عفرين.
كما قامت المؤسسة بفتح فروع لها في كل من مدن مارع واعزاز والراعي وقباسين، الخاضعين أيضاً لسيطرة الفصائل المسلحة الموالية لتركيا.
وعقب كارثة الزلزال التي ضربت كل من تركيا وسوريا في السادس من شهر شباط الفائت، قامت مؤسسة بارزاني، بالترويج والادعاء، بأنها ستقوم بالدخول إلى المناطق المتضررة إثر الزلزال لمساعدة الكُرد من الناحية المادية وللوقوف ضد كل من يهمل نداء الكرد في المنطقة لإنقاذهم من الكارثة.
وعلى عكس ذلك، وفور دخول المؤسسة إلى منطقة عفرين المحتلة، التقى مدير المؤسسة “موسى أحمد”، مع قيادات لدى الفصائل المسلحة منهم قائد فصيل السلطان سليمان شاه، أبو عمشة، وقائد فصيل الحمزات، سيف أبو بكر بولاد، قام “أحمد” بالتقاط صورة تذكارية مع المذكورين، متناسياً معاناة والانتهاكات التي كان يعاني منها الكرد وسط الكارثة.
وأكدت مصادر مطلعة في عفرين المحتلة بـ “مقاطع فيديو موثقة”، بأن مؤسسة بارزاني لم تقم مساعداتها سوى بنحو 5 بالمئة للكُرد، بينما ذهبت وتذهب المساعدات إلى الفصائل وعوائلهم والمستوطنين العرب والتركمان.
وفي السياق، وصفت تقارير، تعاون المؤسسة في عفرين المحتلة مع السلطات التركية والفصائل المسلحة، التي تمارس أشد الانتهاكات بحق الكرد في المنطقة بـ “المتورطة” في تأييدها “للاحتلال” وما يرتكبه المحتل في تلك المناطق.
وأشارت مصادر، بأن الدليل الواضح على ذلك، هو عندما رفضت المؤسسة التقدم بطلب ترخيص للعمل في المناطق التي تديرها “الإدارة الذاتية”، في برهان قاطع على أن المؤسسة ليس هدفها العمل “كما تدعي” على خطى “بارزاني” في مساعدة ومساندة الكرد، وإنما التعبير والترحيب باحتلال تركيا لمناطق الكرد كما شوهد في عفرين المحتلة.