كشف مسؤول بارز في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن مضمون الاتفاق الأخير بين واشنطن وأنقرة حول “المنطقة الآمنة” المزمع إنشاؤها شمال وشرقي البلاد على الحدود الجنوبية مع تركيا في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة.
وقال شفان خابوري إن “أنقرة فشلت في تحقيق هدفها بإنشاء المنطقة الآمنة وفقاً لشروطها والعمق الذي كانت تطالب به، إذ لم تكن نتائج مباحثاتها مع الجانب الأميركي لصالحها”.
وأضاف خابوري، في مقابلة مع “العربية.نت”، أن “المنطقة الآمنة لن تكون بالشكل الذي ترغب فيه أنقرة والتي تطالب بالدخول لعمق مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بمسافة تتراوح بين 30 إلى 40 كيلومتراً”، مشيراً إلى أن “شروط تركيا هذه انتهت وباتت خارج هذه المباحثات، الأمر الذي أكدته وزارة الدفاع الأميركية التي شددت أيضاً على عدم تغيير ديمغرافية مناطق شمال شرقي سوريا”.
وبحسب المسؤول ، فإن الجانبين التركي والأميركي قد اتفقا على إنشاء “غرفة عمليات مشتركة” ضمن الأراضي التركية، لكن هذا الاتفاق بين الطرفين “قد يفشل”.
وفي هذا الصدد، تابع: “المباحثات بين الطرفين التركي والأميركي عالقة اليوم حول نقطة واحدة وهي عمق هذه المنطقة وهي 5 كيلومترات فقط في مناطق صحراوية قد تكون بالقرب من مدينتي كري سبي (تل أبيض) وسري كانييه دون أن تشمل مراكز المدن والمناطق المأهولة بالسكان”.
“إرسال إرهابيين”
كما شدد على أن “هذه النقطة وغيرها من نقاط أخرى سيتم الاتفاق عليها لاحقاً، ونحن في الإدارة الذاتية نطرح ونحاول في الوقت الراهن إقناع الرأي العام أن أنقرة تكذب بخصوص تهديدنا لأمنها القومي، لذا نقبل بالكيلومترات الخمس كعمق لهذه المنطقة”، متهماً أنقرة بإرسال “الإرهابيين” إلى سوريا، بالقول إن “تركيا تطالب بمنطقة خالية من الإرهاب ولكن في الواقع هي من ترسل إليها الإرهابيين”.
ووفق خابوري، فإن هذه “المنطقة الآمنة”، ستكون خالية من الأسلحة الثقيلة وسيتواجد فيها مقاتلون من التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن و”جنود أتراك كعناصر للناتو وليس كعناصر من الجيش التركي”، إضافة إلى احتمال وجود مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية في هذه المنطقة.
كذلك لفت إلى أن “المنطقة الآمنة في الأصل هي من اقتراحنا، وكنا نقول إن المناطق المحررة مؤخراً من داعش يجب أن تتم حمايتها وفرض حظر جوي عليها من أجل أن يعود إليها أصحابها، كما هي الحال في بعض أرياف الرقة وحلب”.
ويبدو أن الإدارة الذاتية تنتظر قيام هذه “المنطقة الآمنة”، برعاية “دولية”، لعدة أسباب منها إنهاء خطر تنظيم “داعش” وخلاياه النائمة، بالإضافة لإنهاء مخاطر تركيا والنظام السوري على مناطقها.
والاثنين الماضي، وصل وفد أميركي إلى تركيا للعمل على فتح مركز عمليات ينسق مع السلطات التركية كيفية إقامة “منطقة آمنة” شمال سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية حينها أن 6 مسؤولين أميركيين وصلوا إلى مدينة شانلي أورفا (جنوب شرقي البلاد) للبدء بالعمل على إقامة هذا المركز، الذي من المتوقع أن “يفتح أبوابه خلال الأيام القليلة المقبلة” بعد الوصول لاتفاق الأسبوع الماضي في ختام مفاوضات صعبة بين مسؤولين أميركيين