ما هي تداعيات تهديد المنظمات الإنسانية في مخيم الهول وسط إمكانيات ضئيلة لإدارة المخيم؟

حذر مسؤول المخيمات في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا شيخموس أحمد, أمس الأحد, بأنّ تهديد المنظمات الإنسانية العاملة في مخيم الهول يشكل “سابقة خطيرة”، بعد أيام من مقتل مسعف على يد عناصر تابعة لتنظيم “داعش الإرهابي”.
وقال “أحمد” لصحيفة فرنسية: “ثمة خلل أمني وتهديد جدّي في المخيم، حيث خلايا داعش ما زالت موجودة”, مؤكداً أن “تهديد المنظمات الانسانية والنقاط الطبية يشكّل سابقة خطيرة”.
ووفق آخر بيانات الأمم المتحدة, يؤوي مخيم الهول نحو 56 ألف شخص، ويضم نحو عشرة آلاف من عائلات التنظيم الأجانب ممن يقبعون في قسم خاص قيد حراسة مشدّدة, ويشهد المخيم بين الحين والآخر حوادث أمنية تتضمن عمليات فرار أو هجمات ضد حراس أو عاملين إنسانيين أو جرائم قتل من قبل التنظيم.
والأربعاء الماضي, أكّد منسّق الأمم المتحدة الشؤون الإنسانية في سوريا عمران ريزا والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية مهند هادي, في بيان مشترك، أن “منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لا تزال ملتزمة بحشد وتقديم المساعدات الأساسية المنتظمة المنقذة للحياة”, محذرين بعدم استطاعتهم القيام بذلك إلا عندما يتم اتخاذ خطوات لمعالجة قضايا السلامة المستمرة”.
وشدّدت منظمة “أطباء بلا حدود”، في المخيم، في بيان الجمعة، على أنّه “لا بدّ من إيجاد حلول طويلة الأمد تحترم حقوق سكان المخيم وتكفل سلامتهم وسلامة العاملين في المجال الانساني على حد سواء”.
ومنذ مطلع عام 2021، وثّق المرصد السوري مقتل 91 شخصاً في المخيم، غالبيتهم لاجئون عراقيون، على يد عناصر متوارية من التنظيم, وبين القتلى عاملان اثنان في المجال الإنساني.
وكانت وتيرة جرائم القتل انخفضت إثر عملية أمنية نفّذتها القوات الكردية نهاية آذار/مارس وأسفرت عن توقيف أكثر من مئة عنصر من التنظيم، قبل أن تعاود الارتفاع.
ومنذ إعلان القضاء على التنظيم في آذار/مارس 2019، تطالب الإدارة الذاتية، الدول المعنية باستعادة مواطنيها المحتجزين في سجون ومخيمات أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الجهاديين في سوريا, لكن مناشداتها لا تلقى آذاناً صاغية, واكتفت فرنسا وبضع دول أوروبية أخرى باستعادة عدد محدود من الأطفال اليتامى.
وحذّرت الأمم المتحدة مراراً من تدهور الوضع الأمني في المخيم. ويخشى خبراء من أن يشكل المخيم “حاضنة” لجيل جديد من مقاتلي التنظيم، وسط استمرار أعمال الفوضى والعنف وانسداد الأفق الدبلوماسي بإمكانية إعادة القاطنين فيه إلى بلدانهم.