نشرت صحيفة فايشنال تايمز البريطانية، تقريراً بعنوان “ما هي الخطة التركية الكُبرى في سوريا؟”، ركزت فيه على آفاق التدخُّل التركي في المناطق الشمالية من البلاد.
كما لفتت إلى ما تنوي له تركيا من خلال استغلالها الفصائل المسلحة المعارضة، لتحقيق مكاسبها ومصالحها في المنطقة.
وقال التقرير: “هدف أنقرة الأساسي في سوريا بعد 11 عاماً على الأزمة السورية، هو إضعاف الكرد، وما ما أثار استياء أنقرة هو مساندة واشنطن إلى جانب القوات الكردية المهمة جداً لمحاربة داعش”.
وتحدث تقرير الصحيفة عن وضع مناطق المعارضة التي تبدو وكأنها ولايات تركية حيث الأعلام والتعليم والعُملة وحتى الإدارة ومجالسها المحلية كلها تحت النفوذ التركي.
“وفي نقاط متفرّقة من الشمال السوري، تُدرّب تركيا وتدفع أجور أكثر من 50 ألف مقاتلٍ سوري، ونشرت عناصر جيشها داخل سوريا، وشيّدت قواعد عسكرية ضخمة على الحدود وجداراً حدودياً بطول 873 كيلومتراً”.
ورغم التكاليف الهائلة لعملياته داخل سوريا، إن أردوغان يخطط لجزء جديد من هدفه المتمثل بإنشاء “منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومتراً من الحدود وتحديداً في منبج وتل رفعت.
كما أشارت الصحيفة إلى ولاء الفصائل المعارضة لتركيا رغم معرفتهم أن الأخيرة ترمي إلى مصالحها في المنطقة، حيث نقلت الصحيفة عن مصدر أفاد بأن “معظم الأفراد يعلمون بأن تركيا هنا من أجل مساعيها الشخصية، وليس السوريون”.
وتعتقد الصحيفة بأن فكرة معركة روسيا في أوكرانيا التي صرفت انتباه موسكو والغرب، كان من إحدى العوامل وراء توقيت تهديدات أردوغان بشنّ الهجوم الأخير على الشمال السوري.
بالإضافة إلى، “رغبة أردوغان في حشد المؤيدين قبل الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل، في وقتٍ تتفاقم فيه الاضطرابات المالية في تركيا”.
وحذّرت روسيا وإيران والولايات المتحدة من أن أيّ توغل أعمق في سوريا، قد يؤدي، في حال حدوثه، إلى اندلاع معركة أوسع، وفق ما أفاد به الدبلوماسيون للصحيفة.