كشفت مجلة “ذا إيكونومست” البريطانية في تقرير لها عن أسباب تورط الرئيس السوري بشار الأسد في نهب أموال السوريين فيما وصفت طريقة حكمه للبلاد كـ “زعيم مافيا”.
وحمَّل التقرير”الأسد” مسؤولية الوضع السيئ لسوريا وسكانها من جميع النواحي ولا سيما الوضع المعيشي؛ إذ يعتمد أغلبية السكان في المناطق الحكومية على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية.
وأكد التقرير أن اﻷسد استولى على مئات الشركات واستبدلها بشركات تحت تصرف مجموعة متواطئة من كبار رجال الأعمال والعديد من أمراء الحرب الذين يغسلون عائدات التهريب.
وأوضحت المجلة أن الأسد يجمع المال من بيع الوقود والطاقة الكهربائية لوسطاء في لبنان يدفعون بالدولار، كما أنه يبيع جوازات السفر لمختلف السوريين العازمين على المغادرة ويحصل بواسطة المافيا التي يتزعمها على مقابل مالي لإزالة الأسماء من القوائم السوداء عند نقاط التفتيش.
ونقلت المجلة عن معهد “نيو لاينز” إذ حددت “المخدرات” كمصدر رئيسي للأموال، حيث يوجد نحو 15 مصنعاً لإنتاج الكبتاغون، و20 مصنعاً صغيراً تنتج المخدرات قرب الحدود مع لبنان.
وأكد التقرير على أن بشار الأسد “يفرغ سوريا حتى النخاع”، وأنه “يحكم مثل زعيم المافيا”، حيث أصبحت تجارة المخدرات من مصادر الدخل الكبرى في البلاد، وفق ما نقلت المجلة عن أحد المنشقين المقربين من الأسد.
وأوضح التقرير أن الأسد حاول تقليد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؛ إذ احتجز كبار رجال الأعمال في فندق بدمشق، ممن رفضوا تسليم الأصول التي يمتلكونها، فيما وَضع رامي مخلوف رهن الإقامة الجبرية، ما أسفر عن الاستيلاء على مئات الشركات وإغلاق بعضها.
ويكسب الأسد ثروة كبيرة من الغاز والبنزين والكهرباء ناهيك عن تقاضي الأموال من سماسرة النفوذ في لبنان الذين يدفعون بالدولار؛ حيث يحصل حزب الله على الوقود مقابل دعمه لحكومة دمشق، طبقاً لتقرير المجلة.
وبالرغم من نفي الأسد بتورطه في تجارة المخدرات إلا أن أحد المنشقين من المقربين منه أكد إن “المافيا” تديرها دائرة مالية تابع للرئاسة، ويشرف عليها رجل يسمى بـ”بابلو إسكوبار السوري”، وعلى عمليات الشحن عبر الموانئ.
وذكرت المجلة استناداً إلى صحيفة “ذا إندبندنت” أن المذكور يستدعي رجال الأعمال نيابة عن الأسد ويطالب بدفع المساهمات في “صندوق شهداء سوريا”؛ حيث يصل رجال الأعمال حاملين حقائب محملة بالنقود إلى القصر الرئاسي، بحسب تقرير المجلة.