في مقال نشرته “مجلة جاكوبين” الأمريكية في عددها الأخير كشفت تجاهل وسائل الإعلام الدولية، لما حصل في عفرين السورية من اعتداءات وانتهاكات بحق المدنيين من قبل الاحتلال التركي والفصائل المسلحة التابعة لها، وعملية التغيير الديمغرافي لسكان المنطقة وسياسة التتريك.
المجلة قالت: “إنه فرَّ من عفرين نحو 400 ألف شخص بينهم أطفال وشيوخ ونساء منذ آذار الماضي سيراً على الأقدام، حيث لم ينجو بعضهم من استهداف الطائرات التركية، بالإضافة إلى اضطرار العائلات للنوم أثناء الليل على الأرصفة في منطقة خطرة من أجل أطفالهم.
أما من نزح منهم إلى مدينة حلب، فقد وجد نفسه بين مطرقة الفصائل المسلحة وسندان قوات النظام السوري، وقد حرم أكثر النازحين من المساعدات الإنسانية، كما تم احتجاز مدنيين مصابين بجروح خطيرة، بالإضافة إلى فقدان الكثيرين لحياتهم جراء الالتجاء لمنازل مهجورة، وانفجار الألغام التي زرعها تنظيم داعش الإرهابي في تلك المنازل عليهم.
المجلة ذكرت في مقالها؛ تلوث معظم مصادر مياه الشرب ووفاة أطفال ومسنين متأثرين بأمراض ناتجه عن الماء الملوث وإمدادات الطعام الغير موثوق بها.
أما حول من قرر البقاء في عفرين؛ فلم تكن ظروفه أفضل من المغادرين بحسب المجلة، حيث نهبت الفصائل المسلحة كل ما يملكه المدنيون، وأجبروا من تبقى من الإيزيديين على اعتناق الإسلام، كما قاموا باختطاف وتعذيب وإخفاء المدنيين وابتزوا عائلاتهم للحصول على الأموال من خلال تسجيلات فيديو على غرار الأسلوب الذي كان يتبعه تنظيم داعش الإرهابي.
بحسب مقال المجلة الاحتلال التركي قام بتوسيع سياسة التتريك، وإدخال اللغة التركية كـ لغة إلزامية إلى جانب العربية في مدارس عفرين بدلاً من لغة الأم.
واستنكرت المجلة كذلك الصمت الدولي تجاه الاحتلال التركي لعفرين، والافتراء على شعبها باسم محاربة الإرهاب، وقالت إن تركيا دعمت وحرضت داعش، حيث هاجمت منطقة قدمت الآلاف من أبنائها وبناتها في الكفاح ضد تنظيم الارهابي داعش، كما كانت الملجأ الآمن لأكثر من 300 ألف نازح من سوريا، مبينةً إن الغارات التركية دمرت البيوت والمدارس والمستشفيات والمعابد الدينية، ومورست في المدينة جميع الأعمال الوحشية.
واختتت المجلة مقالها؛ إن عفرين كانت اختباراً للمبادئ التي تعلمها الصحفيون في مهنتهم، لكن معظم وسائل الإعلام الدولية فشلت في الاختبار! لطالما سكان عفرين لا يزالون نازحين، وغير قادرين على العودة إلى منازلهم مفتقرين إلى المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية، فإن هذا الاختبار ما يزال قائماً ولابد من الاستمرار في الحديث عما يحصل في عفرين وعن دور الإعلام بذلك.
#المصدر:PYD