في الباغوز كانت كلمة الفصل
عام مضى على كلمة الفصل في الباغوز،، ولكن الكلمة الأولى كانت في كوباني حيث انطلقت راية المقاومة التي أبهرت العالم وجعلته يقف إلى جانب الحق المضيء، ومع الدفاع الذاتي الذي أعطى هذا العصر سمته في مقاومة الإرهاب ودحره، فكان التحالف مع قوات سوريا الديمقراطية، وكان الانجاز الذي طارد أخطر وأشرس عدو عرفته شعوب المنطقة والعالم. وتحقق هذا الانجاز كثمرة لنضال الشعب وقواه الثورية المنظمة، التي أعطت خير مثال على أخوة الشعوب ووحدة مصيرها.
التضحيات الجسام التي قدمتها وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، في انسجام كامل مع القوات العربية والسريان آشورية، هي التي أوصلت إلى النتائج العظيمة في الباغوز، التي كانت آخر مراحل الانجاز العسكري الذي أنهى تنظيم داعش الإرهابي عسكرياً وقضى على دولة الخلافة المزعومة، فلا بد من شكر هؤلاء المقاتلين الذين عملوا بما يرضي ضمائرهم، ويؤكد انتماءهم الى روح الفداء وإلى حسن الولاء للوطن وللأمة وللشعب الذي آمن بهم.
لابد من شكر القادة الذين كانوا وراء هذا الانتصار العظيم بمثابرتهم ومتابعتهم وسهرهم على وحدة المسار، وصدقية الهدف، والإيمان بأن النصر آت وأن القضايا الكبرى لابد أن يتصدى لها الرجال العظماء فكانوا خير ممثل لها .
لابد من شكر العوائل التي دفعت أبناءها لواجب الدفاع الذاتي وانتظرت بصبر عودتهم مظفرين منتصرين، وحين عادوا شهداء احتسبوهم عند ربهم وتمثلوا قوله أنهم أحياء خالدون، ويحق لعوائلهم الفخر والاعتزاز فهؤلاء هم كرام الناس، فليس من بذل وليس من عطاء كمن يهب فلذة كبده فداء للوطن، هذا الوطن الذي نسعى أن نحقق فيه سعادة الأجيال في الاستقرار والوحدة والتماسك وفي بناء دولة لامركزية ديمقراطية تتحقق فيها الحريات والمساواة بين الشعوب والعدالة للجميع.
بعد انجاز النصر العسكري مررنا ومرت مناطقنا بتحديات كبرى كان يجب مواجهتها، فالفلول والخلايا النائمة لم تزل تحتاج لمواجهات أمنية وهي لم تتوقف ومستمرة، والأطماع التركية قامت بدورها باحتلال مناطق جديدة في سريكانية/رأس العين و كري سبي/تل أبيض باتفاق مؤسف مع الحلفاء الأمريكان، بعد الانسحابات المتكررة وغير المبررة، سبقه اتفاق تركي روسي في عفرين، مايعني أن مصالح الدول الكبرى تعمل بغير حساب لمصالح الشعوب، وعلينا أن ندافع عن حقوقنا، ونرسم سياساتنا التي نحافظ فيها على مصالحنا في معركة الوجود الفاصلة، ولابد من تطهير المناطق من الأعداء الموجودين والمحتملين، وبناء الإدارة القوية التي تستطيع الصمود في كل الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية. أمامنا مسؤوليات جسام يجب متابعتها للوصول الى دولة سورية بنظام لامركزي ديمقراطي جديد، يتمثل بإدارات ذاتية محلية تحقق التنمية والاستقرار، وتكرس الوحدة والتماسك، وهذه مهمة سياسية يجب الحرص على النجاح فيها كما نجح القادة والجنود الذين سيستمرون في حماية المنجزات.
بوركت هذه الذكرى، وبوركت الأيادي العاملة على تحقيق الأهداف، وكل التقدير للجرحى والمصابين ليكونوا مثلاً أعلى في المجتمع، ويشاركوا من جديد في بنائه واستمرار العطاء، والرحمة للشهداء والخلود لهم.
23 آذار 2020
مجلس سوريا الديمقراطية