بيان إلى الرأي العام
تعود الدولة التركية مجدداً بقيادة حزب العدالة والتنمية لإطلاق تصريحات خطيرة تجاه مكونات الشمال السوري ؛ كانت أخرها ما أدلى به الرئيس التركي ” أردوغان ” أنه بصدد عمليات عسكرية لمناطق شرق الفرات. مثل هذه التصريحات هي تعبير عن سياسة عدوانية تزيد التوتر في المنطقة وتغلق أبواب السلام ولا تخدم الحل السياسي في سوريا , وهي محاولة لتصدير أزماتها الداخلية إلى دول الجوار .
هذه التصريحات ومع قرب انتهاء العمليات ضد داعش إنما توجه أسئلة حول مدى خدمتها لبقاء هذا التنظيم واستمراريته من خلال عرقلة قوات سوريا الديمقراطية عن قدرتها في متابعة الإرهاب وخلاياه النائمة والتي ثبت أن بعضها متصل بالداخل التركي وهناك أصابع تحركه وتوجهه.
كما تأتي هذه التصريحات الخطيرة في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها سوريا وكل الأنظار تتجه لإيجاد حل لها , ونحن في مجلس سوريا الديمقراطية عملنا باستمرار لتقديم رؤية واقعية لحل الأزمة ونسعى من خلال جمع كافة القوى الديمقراطية والعلمانية لإيجاد مخرج لها ، ومن ذلك دعوتنا لقوى المعارضة إلى لقاءات عين عيسى من أجل الحوار السوري السوري بهدف لم شمل السوريين وتوحيد الرؤى بما يخص الحل السلمي وإعادة بناء الدولة.
كما عملنا على الحفاظ على حسن الجوار والسعي له , لكن هذه التهديدات تؤكد العدوانية التركية وسعيها بضرب استقرار وأمن هذه المناطق ما يشجع إعادة إنتاج داعش مرة أخرى لتعيث فساداً بجسد سوريا وسعياً لتقسيمها عبر دعم التيارات الأصولية , لذلك ندعو كل السوريين للوقوف بوجه الألاعيب الخبيثة للحكومة التركية كي لا يزيد على المأساة مآسي أخرى , كما ندعو السوريين بكل المكونات في شمال وشرقي سوريا للوقوف بحزم بوجه التهديدات والمحاولات الاحتلالية لمناطق الشمال السوري وأن يعبروا عن وطنيتهم بمنع هذه الاعتداءات.
وندعو كافة الغيورين على تراب سوريا وسيادتها بتوحيد الصف تجاه هذه التهديدات وترك كافة الخلافات جانباً لأن الأمر سيزداد سوءاً ما لم يكن هناك رادع لهذا التصعيد ، وندعو الجميع لتحمل مسؤوليتهم التاريخية , وكذلك قوى التحالف أن تقوم بواجبها وأن تمنع الهجوم عن المناطق التي حررناها من داعش معاً , و نطالب المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة أن تردع هذه المحاولات العدوانية لأنها لا تخدم السلام وتزيد التوتر في المنطقة وتضيع جهود الحل السلمي.
مجلس سوريا الديمقراطية
14/ديسمبر2018