أدلى “المكتب الحقوقي” الخاص بمحاميّ القائد أوجلان, اليوم الجمعة (21 حزيران) ببيانٍ أوضح فيه مضمون اللقاء الذي تمّ معه في سجن إمرالي, كاشفاً عن الرسالة التي بعثها القائد أوجلان فيما يخصّ انتخابات إسطنبول والحديث عن مسار السلام.
التقى محامو المكتب الحقوقي” في الثامن عشر من شهر حزيران/يونيو الجاري موكلهم القائد أوجلان في سجن جزيرة إمرالي.
عن هذه الزيارة أدلى المحامون في مؤتمر صحفي ببيان تحدثوا فيه عن مضمون الزيارة. وجاء فيه:
“في 18 حزيران/يونيو 2019 التقينا بموكلنا أوجلان في سجن جزيرة إمرالي، أوجلان وكما في الزيارات السابقة تحدث في العديد من القضايا والمواضيع المهمة وطرح لنا وجهة نظره. أوجلان تحدث بشكل مطول عن حملة الإضراب، العلاقات التركية-الكردية، التاريخ والثقافة والشخصية الكردية، الاحتمالات والأوضاع في سوريا وشمال وشرق سوريا، الفرص وأساليب السياسة الديمقراطية-التحالف الديمقراطي السياسيات اليومية والأحداث والتطورات الممكنة في تركيا.
أوجلان كتب أيضاً نصاً بخط يده عن السياسة اليومية والأحداث الممكنة أن تحصل في تركيا. ودعا إلى مشاركة هذا النص ومضمونه أولاً إلى حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) لان الطرف المخاطب. في إطار هذه الدعوى التقينا المسؤولين عن الشعوب الديمقراطي وناقشنا معهم مضمون النص وعليه تقرر الكشف عن محتوى رسالة أوجلان والحادي والعشرين من حزيران الجاري للرأي العام، ونؤكد أننا لم نكشف مضمون هذه الرسالة لأي طرف أخرى سوى المسؤولين وقيادات الشعوب الديمقراطي (HDP).
خلال هذه الأيام وعندما كنا نناقش قيادات الشعوب الديمقراطي (HDP) ونحضر من اجل هذا البيان، عرضت وسائل الاعلام تصريح للمدعو “علي كمال أوزجان”. أوزجان ادعى انه ومساء يوم الخميس حاول التواصل مع محامين من مكتبنا مدعياً انه التقى مع أوجلان في سجن إمرالي، في حين لم يكن لدينا أي معلومات تؤكد أن شخصاً أخر ليس بمحامي بإمكانه زيارة إمرالي. منذ الزيارة الأولى بتاريخ 2 أيار/مايو والى اليوم وبعد كل زيارة نقوم بها نوصل رسائل موكّلنا إلى محاوريه ومن ثم ندلي ببيان للرأي العام. نحن ندرك قيمة ووزن مواقف موكلنا وتداعياتها على الساحة الاجتماعية والسياسية، لهذا وخلال كل بياناتنا نتعامل بشكل حذر وحساس، لهذا وانطلاقاً من هذا المبدأ نحن ومنذ اللقاء الأول نتعامل بشكل حساس مع كل المؤسسات والأطراف التي تتواصل معنا في هذه الموضوع الحساس. لهذا نؤكد أن الخصوصية التي تلف زيارة أوزجان لـ أوجلان كما يدعي، أسلوب مشاركة مضمون الزيارة مع الرأي العام والكلمات التي استخدمها في تصريحه لوسائل الإعلام هي شأنه الخاص، ونحن لا نستطيع الرد، بالنفي أو التأييد على ما يقول دون أن نلتقي موكلنا ونتأكد من صحة إدعائه.
النص الذي كتبة موكلنا أوجلان في الزيارة الأخيرة بتاريخ 18 حزيران سنعرضه على الرأي العام في المؤتمر.
أوجلان أوضح أن هذا النص هو بمثابة كتاب وفي إطار مضمون هذا النص يطرح وجهة نظره ومقترحاته.
وأوضح أوجلان انه سيكون له رسائل موسعة أخرى في إطار مقترحات الحل ويقول عنها بانها “الأمل”. كما أشار إلى اللغة العدائية التي لفت إليها في الزيارات السابقة ودعا إلى التزام الخط الثالث.
وفي إطار النقاشات اليومية أوضح أوجلان أن موضوع التحالف الديمقراطي يجب أن لا يكون موضع التردّد، مؤكداً أن على الشعوب الديمقراطي أن يلتزم بالخط الثالث ويحافظ عليه، وأوضح أوجلان أن واقع الانشقاق موجود في تركيا منذ تأسيس الجمهورية التركية، في ظل هذه الظروف والأوضاع فإن بناء وإدارة اتفاق ديمقراطي متمثل في الشعوب الديمقراطي كحزب يلتزم الخط الثالث أمر خطير وشجاع في آن واحد. لهذا على الشعوب الديمقراطي وكتحالف ديمقراطي أن يعمل بشجاعة وبالعقل وبشكل محفز لسياسة الحل ويبدأ الحوار والمحادثات من اجل الديمقراطية ويدعو جميع الأحزاب السياسية والتنظيمات السياسية إليها.
وقال أوجلان أن الاتفاق الديمقراطي الذي تشكل داخل الشعوب الديمقراطي (HDP) يجب أن لا يكون جزء من النقاشات اليومية المتعلقة بالانتخابات وأوضح أن هدفه هو تحقيق التوافق الاجتماعي، وعدم تأجيج الاستقطاب الموجود في تركيا. وأنه يعتقد أن سياسة الاستقطاب والانشقاق وفي ظل التصريحات المهينة والغوغائية هي استمرار لسياسة الحرب. وعليه يتوجب على حزب الشعوب الديمقراطي أن يحمي نهجه. وأكد على ضرورة مناقشة هذه الخصوصية مع الشعوب الديمقراطي موضحاً: على الشعوب الديمقراطي أن يناقش هذه الأمور بنفسه ويتخذ قراره بنفسه.
محامو أوجلان أوضحوا أن موكلهم أوجلان ينظر إلى الشعوب الديمقراطي على أنه تحالف ديمقراطي والمباحثات من أجل الديمقراطية ولتحقيق هذا عليها دعم وتعزيز تحالفها السياسي. موضحاً أن هناك الكثير من المشاكل من أصغر تنظيم في المجتمع وصولاً إلى أعلى المستويات، جميعها تصب في الساحة السياسية لهذا على الحركة السياسية إيجاد حلول ديمقراطية لهذه المشاكل.
وأوضح أوجلان أنه يجب بناء السياسة الديمقراطية على ثلاثة مرتكزات: الاتفاق الديمقراطي، السياسة الحرة والحقوق الكونية، ومن أجل الحقوق الكونية أقترح الاتفاق الدستوري الديمقراطي. وأوضح أنه يمكن الوصول إلى الحل الدستوري الديمقراطي استناداً إلى الحقوق الكونية ولفت إلى ان رسالته السابقة تتضمن سبعة نقاط رئيسية تمت الإشارة فيها إلى نهج التحالف الديمقراطي.
كما وتحدث السيد أوجلان خلال هذه الزيارة عن العلاقات الكردية-التركية، كما كان يتطرق إليها في السابق موضحاً بأن العلاقات الكردية-التركية متبادلة، فلولا وجود الكرد لما كان للترك أن تقوم لهم قائمة؛ وأن الكرد هم الذين فتحوا أبواب الأناضول للترك في معركة “ملاذكرد”، كما ذكر أيضاً بأن الدولة العثمانية انتصرت في معركتي “جالديران” و”مرج دابق” بالتحالف مع الكرد؛ ونوه كذلك إلى أن هذا الأمر ليس من طرف واحد بل يخص الطرفين؛ كما أكد السيد أوجلان من جانبه على ضرورة البحث والتحقيق في توقيت وكيفية تصدع ذلك الوفاق والتكامل ومن هي الجهات التي كانت وراءها؟ وأوضح أيضاً إلى حدوث العديد من التمردات الكردية على إثر تشتت ذلك التحالف وحصلت مجازر عدة؛ وأشار السيد أوجلان إلى أن أسلوبه في مقاربة الموضوع مختلفة تماماً، على الرغم من كل ما حدث خلال الأربعين عاماً الماضية، إلا أننا استطعنا قطع الطريق أمام ارتكاب الكثير من المجازر والكل يشهد بذلك.
وتحدث السيد أوجلان خلال اللقاء عن أسلوبه في ممارسة السياسة وقال: إلى اليوم حاولت جاهداً إيجاد الحلول للمشاكل وذلك بتطوير الفكر وإنتاجيته وممارسة السياسة الخلاقة. على الرغم من وجود آلاف الأشخاص المرتبطين بي كما يتضح في حملات الإضراب عن الطعام وحملات الصيام حتى الموت، وانه على الرغم من كل هذا العمل والنشاط، لا زالوا ينكرون الاعتراف بوجود هذه القضايا الاجتماعية. كما أشار إلى أنه يتم إلقاء كل الحمل والعبء عليه، وأن التضحية وحدها لا تكفي، فالجميع باستطاعتهم تحمل جزء من المسؤولية من خلال السياسة المتزنة والخلاقة والقادرة على إيجاد الحلول. وعلى سبيل المثال قال أنه متشوق إلى رؤية مدى تطور البلديات الديمقراطية في المرحلة القادمة
وفي الشأن السوري، أعرب السيد أوجلان عن اهتمامه بالشأن السوري، وأن السياسة الهادفة إلى البناء والتي تجمع ما بين الكرد والعرب وباقي الشعوب الأخرى من شأنها أن تقنع الدولة السورية وتدفع نحو إيجاد حل دستوري، مشدداً على ذلك فقط من شأنه قطع الطريق أمام الدمار والإبادة المحتملة.
وفيما يتعلق بالثقافة والتاريخ والشخصية الكردية، تحدث السيد أوجلان في إطار تكملة المحادثات السابقة؛ حيث قدم تقييماته بخصوص مم وزين في جزرة، وأنه على الرغم من مرور 400عام على الحادثة، إلا أن آثار مم وزين لا زالت تلقي بظلالها على جزرة (جزيرة بوطان)؛ وفي إطار تقييماته عن تاريخ جزرة وثقافتها وجغرافيتها، استذكر اسم آخر من تلك المنطقة ، وهي “الفتاة الكردية الإزيدية” بيريفان والتي جعل منها مناسبة للحديث عن الإزيديين، وأوضح أوجلان إلى أن الثقافة الكردية لا يتم تعليمها ومعايشتها بالشكل الصحيح، وأن عدم تعليم الكرد أبنائهم اللغة والثقافة هو أمر مقلق ومرعب.
رسالة القائد أوجلان
“إلى الرأي العام:
في إطار مبادرتي الشخصية التي دعوت من خلالها إلى إنهاء حملة الإضراب المفتوحة عن الطعام وحملة الإضراب حتى الموت، ووفقاً للأوضاع والتطورات المحتملة، ارتأيت ضرورة إصدار هذا البيان:
تحدثت في السابق عن موقف أكثر عمقاً وانفتاحاً تجاه مرحلة الحل. ونظرت إلى التطورات الحالية من وجهة النظر هذه. إن الوضع المعاش بعد مرحلة الحل يظهر استمرار الازدواجية التقليدية التركية والتي دائماً تمهد وتفتح الطريق أمام المزيد من الحروب والانشقاقات، والتي أدت إلى تعميق العديد من المشاكل داخل المجتمع وعلى رأسها القضية الكردية. استجابة لهذا الواقع المتمثل في تحالفات “الجمهورية” و”الأمة”، فإن التحالف الديمقراطي المتجسد في شخص حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) يعتمد على خيار التفاوض الديمقراطي في البحث عن الحلول المرجوة.
يجب أن يدرك الجميع بأن حماية الخط الثالث ومفهومه على غاية من الأهمية، لتجنب تفاقم المشاكل الاجتماعية الإقليمية والدولية في المرحلة القادمة، وفي هذا الإطار يجب أن لا يكون التحالف الديمقراطي المتجسد في حزب الشعوب الديمقراطي، جزءاً من النقاشات اليومية المتعلقة بالانتخابات؛ وهنا أهمية التحالف الديمقراطي ومعناه التاريخي في أنه لا يشارك في المعضلات القائمة ويصر على موقفه المحايد في الانتخابات كما فعل حتى الآن.
18/06/2019
سجن إمرالي
عبد الله أوجلان