توجد مئات الآلاف من النازحين داخليًا في مخيمات ومراكز الإيواء في شمال شرق سوريا، وهم لا يحصلون على المساعدة الكافية والمستمرة، مما يؤثر سلبًا على حقوقهم الأساسية. وتحتاج هؤلاء النازحين بشكل عاجل إلى مأوى مقاوم للطقس، ومرافق صحية مناسبة، وغذاء، ومياه شرب نظيفة، ورعاية صحية وتعليم.
المساعدات التي تقدمها وكالات الأمم المتحدة المدعومة من الولايات المتحدة للمخيمات ومراكز الإيواء في المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، غير متسقة. وتحرم بعض المخيمات ومراكز الإيواء، وخاصة المخيمات غير الرسمية، من المساعدة الكافية أو المستمرة.
آدم كوغل، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، أشار إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا إلى شمال شرق سوريا بحثًا عن المأوى والدعم، لا يحصلون على المساعدة الكافية، وهذا يشكل وضعًا خطيرًا.
استخدمت الحكومة السورية لسنوات المساعدات كسلاح لتحديد ومنع وصول المساعدات إلى الأجزاء التي تسيطر عليها في البلاد، وهذا أثر سلبًا على المدنيين. وارتفع عدد سكان محافظة الحسكة من نصف مليون إلى مليوني نسمة بعد الغزو التركي لشمال شرق سوريا في عام 2019 والنزوح الجماعي الذي تلاه، مما أدى إلى ضغط كبير على السلطات المحلية وتفاقم أزمة المياه في المنطقة.
كما صرح هيومن رايتس ووتش دعت إلى إخلاء المدارس التي تُستخدم كقواعد عسكرية أو سجون في شمال شرق سوريا، وتوفير خيارات تعليمية بديلة. وتم استخدام المدارس كملاجئ مؤقتة، مما أثر على التعليم للسكان المضيفين والنازحين. كما تم إنشاء مخيمات غير رسمية إضافية بعد التوغل التركي في المنطقة عام 2019، ولا يزال النزوح مستمرًا بسبب الأعمال العدائية المستمرة.
هيومن رايتس ووتش تواجه صعوبة في الحصول على معلومات من وكالحكومة السورية والسلطات المعنية، وذلك بسبب التحديات الأمنية والوصول المحدود إلى المناطق المعنية. ومع ذلك، فإن المنظمة تعمل على مراقبة الوضع وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان والمشاركة في الحملات الدولية لتحسين الظروف في المخيمات ومراكز الإيواء.
تجدر الإشارة إلى أن الوضع في سوريا معقد ويتطلب جهودًا متعددة الأطراف لتوفير المساعدة الإنسانية والحماية للنازحين والمتضررين. قد تكون هناك جهود دولية وإقليمية في تقديم المساعدة والدعم لهؤلاء الأشخاص، ومن المهم أن تستمر هذه الجهود وتتعزز لتلبية الاحتياجات العاجلة والطويلة الأمد للنازحين في سوريا.