منذ أن احتلت تركيا مدينة رأس العين شمال غرب مدينة الحسكة في عام 2019، تتحكم بمحطة المياه المغذية والوحيدة لمدينة الحسكة وأريافها، وتحرم بذلك ما يقارب المليون نسمة من مياه الشرب، حيث أدى القطع المتكرر لمياه المحطة لتدهور الحياة اليومية للأهالي، فكيف يمكن للمرء أن يعيش من دون أهم حقوقه وأكثرها أساسية لمواصلة العيش.
وصل عدد مرات قطع مياه علوك أكثر من 40 مرة بحسب الرئيس المشترك لمديرية المياه في الحسكة “عيسى يونس”.
وتعد محطة مياه علوك، التي شهدت خدماتها تكرار الانقطاع، المصدر الوحيد لمياه الشرب لسكان مدينة الحسكة وبلدة تل تمر والأرياف المحيطة بهما، إضافةً إلى كونها المصدر الرئيسي لنقل المياه بالشاحنات لمخيمات الهول، العريشة، السد و مخيم واشو كاني، الذي يضم عشرات الآلاف من النازحين داخلياً من مدن ومناطق سورية مختلفة، بالإضافة لعوائل عناصر داعش.
وكانت المحطة أيضاً مصدر مياه لآلاف العراقيين والأجانب ممن يقطنون في مخيمات خصصت لهم إبان هزيمة “داعش”، بحسب اللجنة الدولة للصليب الأحمر.
وبالرغم من الإمكانيات المحدودة وما تشهده المنطقة من هجمات واستهدافات بين الحين والآخر إلا أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تحاول جاهدة إيجاد حل لهذه الكارثة، فانقطاع المياه عن أكثر من مليون نسمة ليس بالأمر السهل.
في السياق، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا البدء بمشروع استجرار المياه من منطقة جنوب عامودا إلى مناطق الحسكة وتل تمر والقرى المحيطة بهما.
وقالت الإدارة المحلية بإقليم الجزيرة في بيانٍ لها “نعلن رسمياً البدء بتنفيذ مشروع استجرار مياه الشرب من منطقة جنوب عامودا خط قرية سنجق سعدون وقرية كندور إلى مدينة الحسكة”.
وأضاف البيان أن هذا المشروع هو الأول من نوعه ويعتبر من المشاريع المهمة والريادية في قطاع المياه وذلك لما له من أبعاد إنسانية واقتصادية واجتماعية، موضحاً البيان، “أنه بعد العديد من الدراسات والتجارب من قبل مراكز الدراسات والأبحاث في مؤسسات ومديريات المياه في الإدارة الذاتية، أثبتت النتائج “توفر مياه الشرب بجودة عالية وحوض جوفي متجدد ومستدام في منطقة جنوب عامودا بعد استكمال الدراسات اللازمة والتدقيق والمصادقة عليها من قبل الإدارة الذاتية والمؤسسات المعنية”.
وقال بيان هيئة الإدارة المحلية إن حفر 20 بئراً على خط قريتي سنجق سعدون وكندور يهدف لتأمين مياه الشرب لأكثر من مليون إنسان.
ويمر تنفيذ المشروع بأربع مراحل هي حفر الآبار، وإنشاء محطة ضخ، وتغذيتها بالكهرباء، ثم خط جر المياه، بحسب البيان.