“مسد” وفي الذكرى الـ 13 للأزمة السورية لا تكف عن تقديم الحلول للتقارب بين السوريين

انزاحت الأهداف الأساسية لاندلاع الأزمة السورية وغابت عن الأذهان أساساً منذ أن تدخلت دول مجاورة بالشأن السوري، وهذا التدخل لم يكن أساسا لتحقيق مطالب السوريين وإنما للعب بهم هنا وهناك لغايات جيوسياسية، وهنا بالتأكيد نحن نتحدث عن التدخل التركي بالشأن السوري.

فإن أوقفت اليوم مواطنا سوريا وسألته عما كانت أهداف الأزمة، قد يكون ناسيا ويحتاج وقتا للتذكر، حيث بات من المهم للسوريين اليوم هو خلاصهم من التدخل والاحتلال التركي وتسوية أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية.

تركيا عاثت في الأرض السورية فسادا قد تكون أكبر التقارير الإعلامية عاجزة عن وصفه، فاستغلت مطالب شعب أعزل يبحث عن التحرر من قيود حكم دام لسنوات طويلة، شعب يسعى على الأقل لحرية التعبير والتحدث عن الأوضاع التي تمر بها البلاد دون أن يكون ” للحائط أذاناً”، فتركيا ووفق ما رصدت ووثقت العديد من التقارير الإعلامية هي الداعم والممول الأساسي لـ “داعش”، فسلحت ورسخت فكر الإرهاب والتطرف التي يعجز العقل البشري والإنسانية عن استيعاب عقيدتهم، وبعد أن تأكدت من ترسيخ العقيدة والفكر الإرهابي بداخلهم فتحت الحدود وأرسلتهم للأراضي السورية، ومن الطبيعي حدوث حالة للجوء بالآلاف بل ووصلت للملايين هرباً من إرهاب داعش.

وطبعا بدأت تركيا بالترحيب بالسوريين على أرضها وجندتهم في فصائل مسلحة لتحرير مناطقهم من “داعش” والتي أساسا هي من أرسلتهم لسوريا، فأنشأت العديد من الفصائل تحت مسميات مختلفة وبدأ التدخل التركي العسكري داخل سوريا من خلال هذه الفصائل، فاحتلت العديد من المناطق السورية من خلالها وارتكبوا كل ما يمارسه داعش ولكن بمسمى مختلف فهم ينظرون لأنفسهم على أنهم “المعارضة السورية” التي ستحرر البلاد، تحررها من من، أليسوا هم الآن أكبر احتلال مازالوا يعملون بإمرة تركيا واستخباراتها ويحققون لها مصالح وغاياتها على أراضيهم، ولتحكم تركيا سيطرتها واحتلالها لهذ المناطق الممتدة من إدلب وحتى رأس العين أنشأت الحكومة السورية المؤقتة والائتلاف السورية وكذلك المجالس المحلية، وكل هؤلاء يعملون على تنفيذ الأوامر التركية ونشر ثقافتها وكل الممارسات الهادفة لمحو هوية المناطق الكردية السورية وخاصة عفرين بهدف تتريك المناطق المحتلة وضمها مستقبلاً، وطبعا مصدر الإرهاب والتطرف هو واحد حتى هذه الفصائل المسلحة التابعة لتركيا متعصبة دينيا وتنتهك كامل المواثيق وحقوق الإنسان بحجة التشدد والتعصب الديني حتى أنه وضمن دستور الحكومة السورية المؤقتة يطبقون ما يتحججون به أنه “الشرعية”.

وتقع الأراضي السورية المحتلة بالكامل داخل المناطق الشمالية من محافظة حلب، حيث يقع الطرف الجنوبي من المنطقة على بعد 40 كم شمال شرق حلب. في 26 فبراير 2018 أصبحت الأرض متصلة بمحافظة إدلب التي للفصائل التركية المسلحة وجبهة النصرة.

واحتلت تركيا مساحة 2225 كيلومتراً مربعاً، شملت المناطق التي تم الاستيلاء عليها خلال العملية قرى تقع بين أعزاز والراعي، مثل كفر كلبين، كفرة، صوران، إحتيملات، دابق تركمان بارح، كفر الورد، الغوز، غيطون، أخترين، الباروزة، تلتانة، كلجبرين، قبة التركمان، غندورة، عرب حسن صغير، المحسنة، قباسين، وحلونجي.

واحتلت تركيا منطقة عفرين بأكملها.، تضم المنطقة بلدات مثل بلبل، معبطلي، راجو، جنديرس، شران وشيخ الحديد. حسب الإحصاء السوري لعام 2004، كان عدد سكان المقاطعة 172,095.

ظهرت أطماع أخرى من جانب دولة الاحتلال التركي لاحتلال مناطق قوات سوريا الديمقراطية من خلال هجومها غرب الفرات لضمّ تلك المناطق إلى “المنطقة الآمنة”، وذلك يشمل عدة مدن مثل منبج والعريمة.

وغير ذلك تشن دولة الاحتلال التركي بين الحين والآخر هجمات بالطائرات المسيرة على مناطق الإدارة الذاتية المتمثلة بشمال وشرق سوريا، توقع من خلالها العديد من الشهداء المدنيين والجرحى، ناهيك عن التسبب بقطع شرايين الحياة الأساسية بسبب استهداف المنشآت الأساسية الخدمية كمحطات توليد الكهرباء والمياه.

وبالتزامن مع ذلك تسعى تركيا من خلال أجنداتها لخلق اقتتال عشائري وطائفي أيا كان المهم أنه اقتتال المدنيين ببعضهم البعض وضرب سلم واستقرار المناطق الإدارة الذاتية، حيث أنها تطبق فتن العنصرية والطائفية في المناطق التي تحتلها سوريا وبالتالي يعاني المدنيين وخاصة الكرد من ظلم واضطهاد وانتهاك بحق الإنسانية دون أن تتدخل المنظمات المعنية بحقوق الإنسان.

ومجلس سوريا الديمقراطية لا يكف عن المناداة في كل بيان وكل تصريح إعلامي بمشروع الأمة الديمقراطية والحل السياسي السلمي لحقن دماء السوريين وضمان حقوق مختلف المكونات والطوائف، وقدمت كذلك أكثر من مقترح للتقارب بين السوريين، وأن لا حل إلا باتفاق السوريين أنفسهم، حتى في الذكرى 13 من عمر الأزمة دعا مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، لتشكيل جبهة لقيادة الثورة السورية، لتكون بأهداف واحدة محددة بعيدا عن التعصب الديني والطائفي والعنصرية وتحت قيادة سورية واحدة بعيدا عن التدخلات الخارجية.