وجه مجلس سوريا الديمقراطية رسالة مفتوحة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمبعوث الدولي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون, تحدث فيها عن استبعاد ممثلي الإدارة الذاتية عن لجنة صياغة الدستور السوري معتبرا ذلك إجراء غير عادل وأنه لا يدل على نوايا جادة لتحقيق الاستقرار في سوريا, معولاً على دور الأمم المتحدة وإمكانية إعادة النظر ودعم دور شمال وشرق سوريا.
وجاء في نص الرسالة : «رسالة مفتوحة إلى كل من :السيد: أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، والسيد غير بيدرسون المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا:
الأزمة السورية في عامها التاسع ماتزال مستمرة رغم مساعي ممثلي الأمم المتحدة باختراق الاستعصاء وفتح طريقاً للحل آخره عبر تشكيل لجنة دستورية من ثلاث جبهات، لكنها تستبعد ممثلي الإدارة الذاتية. علماً بأنها المنطقة الوحيدة التي مثلت معادلة الحل السوري من حيث التصدي للتنظيمات الفاشية كداعش والنصرة والمرتبطة بهما، أو بتقديم نموذج التغيير الذي تحتاجه سوريا. فقد تم تعزيز صورة نموذجية بين مكونات المنطقة، وتحقيق الأمن والسلم الأهلي، ومن خلال آلاف الشهداء من قوات سوريا الديمقراطية التي عملت على القضاء الميداني على داعش الذي شكل وباءً حقيقياً على العالم وخطراً غير محدود وحققت مع قوات التحالف انتصاراً للإنسانية ولعموم المجتمعات الديمقراطية، علماً بأن النضال لا يزال مستمراً بذات الوتيرة حتى تجفيف منابع التطرف واجتثاث أيديولوجيته وخلاياه النائمة. وفي الوقت نفسه استمرت تدعو لوحدة سوريا وشعبها. وكنتيجة لهذا النضال فإنه يوجد الآن منطقة أمنة ومستقرة تحترم العهود الدولية المتعلقة بعدم التدخل بشؤون البلدان المجاورة، كما أنها تحظى بإدارة مدنية من كافة مكونات شمال وشرقي سوريا لتخدم أكثر من 5 مليون مواطنة ومواطن سوري بمساحة لا تقل عن 30% من مساحة سوريا، علاوة على أن مناطقنا تأوي مئات الآلاف من السوريين الذين نزحوا من مناطق العنف والتوتر وهي تقدم على خطوات مهمة في مجال التنمية المستدامة. وإلى جانب ذلك فإن الإدارة الذاتية تحتجز حوالي 70 ألفاً من 60 جنسية غير سوريّة من آلاف مقاتلي تنظيم داعش الارهابي وعوائلهم، هذا العدد المثقل لكاهل الإدارة الذاتية كما يشكل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة والعالم.
في ظل ما تقدم يتم مناقشة الحل السياسي وآلياته؛ الحل الذي نحن معه ونؤيده. نعتبر تشكيل لجنة لصياغة الدستور السوري وتغييب كامل لممثلي شمال وشرق سوريا مفاجئاً. ونشعر بالإجحاف بحقنا في ظل غياب ممثلين عن مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أي غياب لممثلين عن 11 ألف شهيد في سبيل الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة والعالم، و يمكن تسميته بالإجراء غير العادل والمفرط بالجهود خارجاً عن الوجدان الإنساني. مقابل ذلك نجد أسماء تفتقد إلى أدنى تأثير في إحداث اختراق للأزمة السورية. مما حدا بمكونات المنطقة من ( عرب، كرد، سريان، آشور، أرمن، شركس، تركمان وغيرهم) أن لا يقبلوا بمثل هذا التقارب غير المنصف والذي لا يدل على نوايا جادة لتحقيق الاستقرار والسلام ووحدة سوريا وشعبها. أما فيما يتعلق بالأسماء التي يصنفها البعض على إنها تمثل مناطقنا في الواقع هذه الأسماء لا يعرفهم أهل المنطقة ولا توجد لديهم أية مسؤوليات ولا أية قوة عملية لتنفيذ مخرجات اللجنة في حال تمت.
السيد غوتيرس والسيد بيدرسون:
كان أملنا هو أن يقوم السيد بيدرسون بمشاورة كافة القوى والفرقاء السوريين والاجتماع بهم وتحقيق التوافق بينهم في هذا الإطار. مع ذلك فإننا لا نزال نعول على دور كل من الأمم المتحدة وكذلك السيد بيدرسون المهمين وإمكانية إعادة النظر في هذه التقاربات والعمل على الانصاف ؛ ودعم دور شمال وشرق سوريا، وبذل الجهود الهادفة لخدمة سوريا وتطلعات شعبها في الاستقرار والسلام والتغيير الديمقراطي».