بعد إرسالهم إلى ليبيا وأفغانستان وأذربيجان، أكدت مصادر مطلعة في المناطق المحتلة، بأن السلطات التركية أرسلت عناصر الفصائل الموالية لها إلى القتال في أوكرانيا وذلك مقابل مبلغ مالي قدره 3 آلاف دولار أميركي.
ونقلت وكالات أنباء محلية، عن مصادر، بأن الاحتلال التركي أرسل منذ أكثر من 5 أشهر، عدداً من العناصر (دون معرفة أعدادهم) في إعزاز والباب وعفرين، إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية ضد القوات الروسية، تحت مسميات قديمة استخدمت في ليبيا وأذربيجان، لمدة ثلاثة أشهر.
وتداول مقطع مصور على مواقع التواصل الافتراضي لمتزعم من الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، عاد من أوكرانيا بعد 3 أشهر من القتال ضد القوات الروسية، يتحدث عن كيفية ذهابه إلى أوكرانيا بأمر مباشر من الاستخبارات التركية (MIT) وحصوله على راتب ارتزاقي بالدولار الأميركي ليعلم فيما بعد أنه مزور.
ويأتي ذلك، في إطار توثيق دعم الاحتلال التركي للمجموعات المسلحة، واستغلالهم كـ “مرتزقة” يعملون ويقاتلون خدمة لأجنداتها وأجهزتها الاستخباراتية في عدة دول في الشرق الأوسط، بينها ليبيا وأفغانستان وأذربيجان.
وبدأت الاستخبارات التركية منذ أشهر بـ “تصفية” الفصائل المسلحة التي لم تنفذ أجنداتها في المناطق المحتلة، وذلك عبر دفع إرهابيي “هيئة تحرير الشام” جبهة النصرة سابقاً، لتصفية بعض الفصائل في عفرين وإعزاز والباب بريف حلب الشمالي.
ومع اندلاع الحرب في نيسان 2019، في ليبيا، بين قوات قائد الجيش الليبي المشير خليفه حفتر وقوات موالية لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج، بدأت تركيا بإرسال عناصر من المعارضة السورية إلى ليبيا، دعماً لمصالحها وحماية لحكومة الوفاق التي أبرمت اتفاقيات مع حكومة أردوغان.
ورغم النفي التركي، أكدت تقارير دولية إرسال تركيا آلاف العناصر من فصائل سورية مسلحة موالية لها، إلى ليبيا، لقتال قوات حفتر دعماً للسراج.
وحينها، نشرت صحيفة “غارديان” البريطانية مقالاً، استناداً إلى مصادرها، يفيد أن “حوالي ألفين من المقاتلين السوريين، ينشطون داخل وحدات أبرزها وحدة أطلق عليها اسم زعيم المقاومة الليبية عمر المختار في ليبيا”.
وكسابقتها في ليبيا ورغم النفي التركي، إلا أن عشرات التقارير الإعلامية تحدثت عن إرسال تركيا المسلحين إلى أذربيجان، ووقع العشرات منهم أسرى في يد القوات الأرمنية.
وكالة رويترز نشرت تقريراً لها في نهاية أيلول 2020، ذكرت فيه أن مقاتلين اثنين من المسلحين السوريين، قالا إن” تركيا ترسل مقاتلين سوريين من المعارضة لدعم أذربيجان، مقابل راتب شهري يقدر بـ1500 دولار أميركي”.
وزجت تركيا بالمسلحين السوريين في حرب قره باغ، بهدف حماية مصالحها في المنطقة بحثاً عن موارد تنعش الاقتصاد التركي المنهار، وفتح الطريق إلى آسيا الوسطى عبر بوابة زانجيزور، إلى جانب مواصلة مشروع الدول الناطقة باللغة التركية وهو البديل لمشروع العثمانية الجديدة.
وانتهت الحرب في قره باغ بالحسم لصالح أذربيجان وحليفتها تركيا، ليتم طرد المسلحين السوريين من المنطقة بعد أن كانوا تحصلوا على وعود بمنحهم الجنسية الآذرية.