التحرك التركي الأخير، واستمرار الغزل السياسي لدمشق، يظهران إصرار أنقرة على المضيّ قدماً في مسار التطبيع مع الأخيرة.
وعلى وقع المستجدات المتسارعة في شمال غربي سوريا، وعزم أردوغان دعوة بشار الأسد للقاء قريب، عُقد اجتماع في 15 من الشهر الجاري بين الاحتلال التركي وقيادات الفصائل في المناطق المحتلة في منطقة حوار كلس شمالي حلب، تخلله طرح عدة قضايا تتعلق بتطبيع تركيا مع حكومة دمشق وتصفية الفصائل المعارضة لذلك.
وبحسب المصادر الخاصة لروز بريس، وشارك في الاجتماع محافظ حوار كلس عكيد أبو طارق، والذي كان مسؤول بوابة كري سبي المحتلة سابقا، والمسؤول عن الشؤون الأمنية والسياسية والاقتصادية خال أبو أحمد، وهذا الشخص يدير أنشطة تركيا وسياساتها في كافة المناطق المحتلة.
ومساعديه من أصل عربي أبو حسن حلبي ودكتور عماد هنيدل وأبو الأخيرة المنبجي الذي كان يدير العمل الأمني في فصائل لواء الشمال. وكذلك القادة العسكريين الذين شاركوا في الاجتماع هم: إصلان العزيز، حسن حمادة، النقيب عدنان، أبو أمجد.
واشارت المصادر بأن مضمون هذا اللقاء كان تعليمات وأوامر وتوجيهات من الاستخبارات التركية للفصائل في المناطق المحتلة.
ومنها بأنه يجب السيطرة على كافة الفصائل المعارضة على تطبيع تركيا مع حكومة دمشق، وإيقاف الحراك الشعبي ضد الاحتلال التركي في المناطق المحتلة، والقبض الفوري على كل من يمس بالاتفاق بين تركيا وحكومة دمشق، وقمع الفصائل التي خرجت ضد تركيا بشدة، ونزع السلاح منهم ومحاربتهم بأساليب عديدة واتهامهم بعداء الشعب.
وفي الوقت نفسه، التعاون الإيجابي مع حكومة دمشق من أجل خدمة مصالح تركيا في المناطق المحتلة، وعلى هذا الأساس يقوم علماء المساجد بمد يد العون لهم في هذا الأمر، والتواصل مع رجال الأعمال وأصحاب المصانع لمساعدتهم في إزالة العقبات في فتح المعابر أمام حكومة دمشق منها معبر أبو الزندين ومرور المعدات منها إلى مناطق حكومة دمشق.
كما لفت في الاجتماع على انه يجب بناء مشاريع استغلال جديدة لتركيا في المنطقة ومساعدة أصحابها من خلال الجمعيات التركية على أساس بناء المصانع والمحلات التجارية ومدن سيناء وفتح أسواق كبيرة وكل هذه المشاريع تقوم على تعزيز الاقتصاد التركي في الأراضي المحتلة، ويجب تسليم 35% من المنفعة المالية للفصائل حتى تتمكن من تمويل أعضائها. وسيتم سحب الفصائل من المناطق المحتلة ومن لا يلتزم بالتعليمات سيتم نزع سلاحه على الفور وسيتم قتاله بتعليمات الاستخبارات التركية، كما ستتدخل روسيا وإيران وحكومة دمشق في هذه المناطق المحتلة.
ومساعدة حكومة دمشق في الملفات التجارية في الأيام المقبلة، حيث قدم لهم شخص يدعى خال أبو أحمد قائمة بالأسماء التي طلبتها تركيا، ومن بينهم عناصر من فصائل الشرقية، الجبهة الشامية، وعلى هذا تم نقل اغلب العناصر من هذه الفصائل لى سجن تل الهوى، خاصتا الذي كتب اسمه في اللائحة.
بالإضافة إلى حرص تركيا على توجيه رسائل واضحة ومحددة، بضرورة ضبط الشارع ومنع أي انفلات أو تكرار لحالة الفوضى التي شهدتها بعض المناطق المحتلة أخيراً، بالإضافة إلى تجاهل معظم الأسئلة التي وجّهها الحاضرون حول مساعي التطبيع التركي مع حكومة دمشق، ومصير الفصائل ومناطق سيطرتها.