آلدار خليل –
أكثر من شهرين ونصف، والبرلمانية في حزب الشعوب الديمقراطي عن ولاية جولة ميرغ والرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي ليلى كوفن استمرت بإضرابها عن الطعام في سجون الدولة التركية بمقاومة تاريخية ضد ممارسات الدولة التركية وسياساتها المعادية للشعب الكردي وعموم الشعوب في المنطقة والمتمثلة في حالة العزلة المفروضة على القائد أوجلان، المقاومة التي تخوضها اليوم المناضلة ليلى كوفن وكل من انضم إلى حملتها تؤكد مرة أخرى على أن الدولة التركية تمارس بشّتى الوسائل سياسات النفي والإنكار بشكل متزايد دون تراجع، حيث سبق وأن تم اعتقال ليلى كوفن لعدة أشهر بسبب مواقفها من الهجوم التركي على عفرين في بداية العام الفائت، الصمت العالمي أمام المقاومة البطولية التي تقودها المناضلة ليلى كوفن يزيد من القمع التركي وسياسات العزلة المتّبعة في تركيا، حيث حالة العزلة المفروضة اليوم على القائد عبد الله أوجلان والإضراب الذي تقوم به ليلى كوفن، وغيرها الكثير تؤكد على أن تركيا لا تزال منغلقة على كافة الحلول الممكنة من أجل تفادي المعضلات الموجودة في تركيا وأن الموقف التركي لا يزال يعادي كل التوجهات الديمقراطية والحقوق المشروعة للشعب في تركيا، والعزلة التي تتم ممارستها على القائد عبد الله أوجلان هو تآمر على مشروع الحل الديمقراطي في تركيا وعموم المنطقة وإصرار من تركيا على أنها ماضية في توجهاتها، فهي لا تريد أن يكون هناك أي حل سوى المنطق الذي تؤمن به هي كدولة ترعى الإرهاب، وتحاول بفكرها المذكور تدمير المنطقة وتتدخل كذلك في المحيط الإقليمي؛ بهدف إثارة الفوضى والصراع الذي تؤمن به بأنه السبيل الأفضل للتغطية على الحالة الموجودة في الداخل التركي من تعسف ونفي وإنكار وتجريد.
السنوات التي مّرت على سوريا وهي في مخاضها الصعب، وحتى اللحظة الراهنة تستمر هذه الصعوبات، حيث لاوجود حتى لأية بوادر فعلية لضمان إيجاد مخرج واضح نحو الحل في سوريا سوى المحاولات التي يتم بذلها من قبل الشمال السوري. لكن؛ بالمقابل لا تزال الفوضى والعبث بالمستقبل السوري واضحة مع وجود فئات مدعومة تركياً ومحاولاتها في أن تترجم سياسة تركيا بصبغة سورية، يُضاف إلى هذه المصاعبِ الإرهابُ الذي عمل على تفتيت الواقع السوري وقام بالغزو على المجالات كافة؛ مما أسس لذهنية قد تكون آثارها ممتدة إلى فترة ليست بقصيرة، وحال القوى المعارضة التي لم تستطع أن تلعب دورها بالشكل المنوط بها (المعارضة الديمقراطية طبعاً) ساهم كذلك في منع وجود أية مؤشرات نحو الاستقرار، كل هذه الأمور التي تتداخل فيما بعضها البعض، وفي نهاية المطاف هي تدخلات من الدولة التركية في سوريا والتي ساهمت بكل الأشكال في المزيد من التعقيد داخل المشهد السوري، وبالتالي كانت النتيجة التشتت الموجود في سوريا مع التدخلات التركية؛ وخنق للحل ولكل الفرص والجهود في ذلك. لقد رأينا محاولات العزل لإدارة مكونات شمال سوريا بجولات التفاوض في الخارج حيث، كانت تريد من ذلك الدولة التركية منع مشاركة مكونات شعبنا كي تقوم هي بصياغة ما تريد وفق ما يحقق أهدافها في سوريا خاصة في أن الكثير من الأوراق بيدها بدءاً من المعارضة الشكلية إلى الإرهاب إلى التواجد العسكري. لذا؛ كان وجود الشمال السوري بإرادته السياسية يعني وجود فرصة حل كبيرة؛ الأمر الذي لم تقبل به تركيا ولن تقبل كذلك لطالما هناك إجماع في أن التعاون مع تركيا ضرورة كما حال اليوم في الحديث عن المنطقة الآمنة وما شابهه من سيناريوهات معقدة للوضع في سوريا.
حالة الداخل التركي المعُقد تنعكس على المشهد الإقليمي بكل تأكيد وكذلك على الوضع في سوريا، حيث نرى عدم التقبّل التركي للحل في الداخل ومعالجة القضايا العالقة ومنها القضية الرئيسة قضية القائد عبد الله أوجلان، والعزلة والتجريد المفروض عليه، وكذلك القضية المتعلقة بالقضية الأولى وهي قضية الشعب الكردي، وهذا الانغلاق التركي يؤدي إضافة للسياسات الممارسة من اعتقال ونفي وعزل وإقصاء ومصادرة للرأي إلى أن تبقى الأمور في سوريا على ماهي عليه، وبخاصة في ظل عدم التوافق على أن مسارات الحل لا تمر من تركيا التي لا بد من أن يكون هناك مواقف تجاهها أدناها الحد من تأزيمها للوضع في سوريا مع ضرورة حل ما تعانيه داخلياً.
مقاومة ليلى كوفن وكل من تضامن معها والمواقف التي خرجت في عموم العالم من قبل الشعوب بمختلف تكويناتهم تستحق التقدير والاحترام، قيادة نضال بهذا المستوى ومن داخل المعتقل موقف يدل بشكل مطلق على أن الإرادة الموجودة في إيمرالي إرادة حل وتحرر لكافة الشعوب، تحدٍ كبير لسياسة تركيا التي فشلت بكل وسائلها في التغطية على ما تقوم به المناضلة ليلى كوفن من معتقلها، بمثل هذه الإرادة المستمدة من فكر ورؤية القائد أوجلان وفلسفته في الحل والسلام سينتصر شعبنا، سيحقق هذا المستوى من النضال تطلعات كل الشعوب وستخدم هذه المواقف كذلك تاريخ مقاومة كل الشعوب.