لا ادري اذا ما كانت مراسلة قناة “روداو” فيفيان فتاح تذكر عندما كانت تعمل في موقع PUKmedia، عندما نعى الموقف نفسه عائلتها عند مقتل والدها في تفجير في حي الطي العام 2016, ووصفت والدها بالشهيد.
رغم أن صفه الشهيد لا تنطبق على والدها المقتول, إلا أن الموقع نفسه ومن باب تقدير واحترام ضحايا التفجيرات, اطلق هذه الصفة على القتيل. وان دل هذا على شيء يدل على أن الموقع مدرسة كان الأجدر بـ فيفيان أن تتعلم منه أخلاق المهنة الصحفية بشكل جيد قبل أن تتعلم المهنة نفسها.
وللوهلة الأولى التي ترى فيها تلك الأنباء والأخبار والإدانات على موقع “روداو” نفسه حول قرار إيقاف فيفيان من قبل اتحاد الإعلام الحر تعتقد حقاً انه البيانات المنددة من تل الجهات لقرار إيقاف فيفيان صادرة عن مؤسسات تتسم بالمصداقية والحياد وتقف على مسافة واحدة من الجميع.
لكن الحقيقة هي أننا لم نسمع يوماً ما بهذه المؤسسات طيلة سنوات تعرضنا فيها لشتى أنواع الإرهاب, كما إننا لم نسمع لها صوت تدين جرائم طالت صحفيين كرد بل واستشهد عدد منهم خلال سنوات الحرب الماضية.
ولا شك أن شبكة “روداو” نفسها تثير هذا الملف عبر علاقاتها الشخصية مع هذه المؤسسات لإصدار مثل هذه البيانات, وهنا يتوجب الحذر وعدم تصديق مثل هذه الأكاذيب, في حين كان الأجدر بـ “روداو” أن تنبه مراسلتها وتدعوها إلى الاعتذار علناً على هذا التصرف المشين, لكن عدم اتخاذ مثل هذا الموقف دليل توجه القناة وأخلاقها هي الأخيرة, وليس هذا وحسب فـ مصطلح الشهيد تستخدمه شبكة روداو في جميع موادها, لكن هذه المرة تقصدت القناة ومراسلتها استخدام هذه الكلمة واستبدالها بـ القتلى.
حاولت البحث عن أي بيان لهذه المؤسسات التي أدانت قرار إيقاف فيفيان من قبل اتحاد الإعلام الحر, تدين فيه جرائم طالت صحفيين كرد في شمال سوريا منهم من التحق بقافلة الشهداء, لكن بحثي لم يفلح ولم اعثر على أي بيان.
كان الأحرى بما تسمي نفسها مراقبة حقوق الإنسان الأورومتوسطية أن تدين عشرات الجرائم التي طالت الصحفيين في سوريا أثناء قيامهم بواجبهم أمثال مراسلة وكالة “هاوار” دليشان ايبش, وعشرات الصحفيين غيرها.
أما لجنة الدفاع عن الحريات الصحفية وحقوق الصحفيين في نقابة صحفيي كوردستان والتي هي نفسها استخدمت مصطلح الشهداء عند قصف تركيا لمدينة سري كانية مما أسفر عن استشهاد مدنيين وصحفيين, أحدهم في مزار الشهداء نفسه الذي أعدت فيفيان تقريرها تناقض نفسها عند دفاعها عن فيفيان وتتلاعب بالالفاظ.
أما بالنسبة لنقابة صحفيي كوردستان- سوريا فلم اجد لها سوى بيان تهنئ فيه تهنّئ الرئيس مسعود بارزاني بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين…الخ
وغيرهم من أمثال المدعو اغتاسيو ديلغادو ممثل لجنة حماية الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لم نجد له أي إدانة لجرائم طالت الصحفيين في سوريا.
أين كنتم طوال هذه السنوات وذاع صيت “داعش” في العالم وانتم في غيبوبة, لم نسمع لكم صوت يدين الجرائم المرتكبة بحق البشر والحجر. أين كنتم ولم نسمع صوتكم تدينون جرائم طالت عشرات الصحفيين في سنوات الحرب الطويلة في قصف تركيا وتفجيرات “داعش”.
ولكم هو مؤلم أن يكون هناك هذا العدد من المؤسسات التي تدعي حمايتنا في حين أننا لم نسمع لهم صوت يوماً.
(محمد شير)
هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة يعبر عن رأي روز برس