ملف الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا

1-تعريف الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وتاسيسها :

قبل حوالي خمس أعوام من الآن أعلنت قوى وأحزاب وشخصيات وفعاليات مجتمعية ومؤسسات مدنية عن إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية؛ مقرّين فيه عن عقد اجتماعي ناظم لأسس العلاقة ما بين تكوينات المجتمع القومية الاثنية والدينية في مناطق روج آفا وشمال سوريا وشرقها، محافظة من خلالها على مؤسسات الدولة الوطنية الموجودة، وبمثابة قرار جمعي لمنع أي اعتداء على الشعب وعلى إرادته، وبداية تم من خلالها بناء مئات المؤسسات والمجالس والكومينات في القرى والأحياء والمدن. وكإحدى أهم النتائج تأسيس مستوى متقدم في الحماية الذاتية بدأت بالآساييش ووحدات حماية الشعب والمرأة لتتحول إلى قوات سوريا الديمقراطية.

وقد جاء نص ميثاق العقد الاجتماعي لهذه الإدارة الذاتية :

نحن شعوب مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية من كورد وعرب وسريان (الآشوريين الكلدانيين الآراميين)، ومن تركمان وأرمن ، وبإرادتنا الحرة نعلن هذا العقد لتحقيق العدالة والحرية والديمقراطية وفق مبدأ التوازن البيئي والمساواة دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو العقيدة أو المذهب أو الجنس، بهدف البلوغ بالنسيج السياسي والأخلاقي للمجتمع الديمقراطي إلى وظيفته المتمثلة بالتفاهم المتبادل والعيش المشترك ضمن التعددية، واحترام مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، وضمان حقوق المرأة و الطفل، وتأمين الحماية الذاتية والدفاع المشروع، واحترام حرية الدين والمعتقد.

إن مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية لا تقبل مفهوم الدولة القوموية والعسكرية والدينية، والمركزية في الإدارة والحكم المركزي ومنفتحة على أشكال التوافق مع تقاليد الديمقراطية والتعددية، لتستطيع جميع المجموعات الاجتماعية والهويات الثقافية والأثنية والوطنية أن تعبر عن ذاتها من خلال تنظيماتها، واحترام الحدود السورية ومواثيق حقوق الإنسان والحفاظ على السلم الأهلي والعالمي.

وتحقيقاً لمبادئ ميثاق العقد الاجتماعي، وبناء المجتمع الديمقراطي من خلال الإدارة الذاتية الضامنة للعدالة الاجتماعية، وإقامة مجتمع متمدن، فقد توحدت أهداف كل مكونات مجتمع الإدارة الذاتية الديمقراطية، من كرد وعرب و سريان وأرمن وشيشان وغيرهم على أساس قاعدة الوحدة في التنوع، واتفقت مع إرادة بقية مكونات الشعب السوري لتكون مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ضمن سوريا التعددية الديمقراطية كنظام سياسي وإداري للمجتمع وتجسيدا لهذه الإرادة و تحقيقا لهذه الأهداف، وضعنا و بينّا هذا العقد.

ويأتي تشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا استناداً إلى القرار المتخذ في المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطي الذي عقد في 16 تموز عام 2018 م وأن تشكيل الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا هو مشروع طرحه مجلس سوريا الديمقراطي في مؤتمره الثالث الذي عقد بتاريخ 16/7/2018 م في مدينة طبقة وتمت المصادقة عليه من قبل المؤتمرين .

وفي السادس من أيلول 2018 م تم الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا ، خلال اجتماع تم عقده يوم الخميس المصادف لـ 6 أيلول  2018 م في مقر مجلس سوريا الديمقراطية بناحية عين عيسى التابعة لمقاطعة كري سبي في إقليم الفرات.

وجاء في نص البيان الختامي للاجتماع ما يلي:

إدارة تنسيقية خدمية لشمال وشرق سوريا إحدى مقررات المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية.

استناداً لقرار المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية الذي انعقد في مدينة الطبقة في السادس عشر من شهر تموز المنصرم, والذي أفضى إلى تشكيل هيكل إداري ينسِّق الخدمات فيما بين المناطق المحرَّرة والإدارات الذاتية الديمقراطية في بقية مناطق الشمال السوري, حيث صادق المؤتمر على هذا القرار بموافقة كافة المؤتمرين.

وعلى هذا الأساس عقدت اللجنة التحضيرية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بتاريخ 6-9-2018 اجتماعاً ضم 70 عضواً من مختلف الإدارات في شمال وشرق سوريا والبالغ عددها سبعة إدارات في مقر مجلس سوريا الديمقراطية بعين عيسى.

هذا وقد حضر الاجتماع رؤساء المجالس المحلية في كل من ”الرقة, والطبقة, ومنبج, ودير الزور, وممثلون عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليمي “الجزيرة – عفرين, وممثلون عن قوات سوريا الديمقراطية وفعاليات مدنية وقوى وطنية.

خلال الاجتماع تم تشكيل المجلس العام للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والبالغ عددهم (70) عضواً وذلك من خلال التشاور مع الإدارات الذاتية والمجالس المدنية خلال الفترة التحضيرية, على الشكل التالي:

–  (49) عضواً من المجالس التشريعية في مناطق الإدارات الذاتية والمجالس المدنية, و(21) عضواً من التكنوقراط تم التوافق عليهم من خلال اللجنة التحضيرية ومناقشة الإدارات الأخرى.

2-مكونات الإدارة الذاتية وهيكليتها التنظيمية:

ومنحت هذه المكاتب الـ 7 الثقة من قبل المجلس العام للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الـ 3 من تشرين الأول في العام ذاته.

ـ مكتب العلاقات الخارجية: يشرف على استقبال الوفود الخارجية القادمة إلى مناطق الإدارة الذاتية وينسق مع التي تود زيارتها.

ـ مكتب الإعلام:  معني برسم السياسة الإعلامية على مستوى شمال وشرق سوريا، وتغطية فعاليات الإدارة الذاتية والتنسيق مع مكاتب الإعلام في الإدارات السبع.

ـ مكتب الأديان والمعتقدات: يهتم بشؤون الأديان والمعتقدات الدينية لكل طوائف وشعوب مناطق شمال وشرق سوريا.

ـ مكتب الدفاع: يشرف على قضايا الأمن العام في المنطقة، ويتابع سير العمليات العسكرية التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية.

ـ مكتب النفط والثروات الباطنية: متابعة عمل الحقول النفطية، والتوزيع العادل للثروات الباطنية.

ـ مكتب التنمية والتخطيط: يهتم برسم المخططات العمرانية للمدن والنواحي ومتابعة عمل المعنيين بها.

ـ مكتب الاستشارية: يقدم الاستشارات القانونية والعملية لعمل اللجان في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

وأحدث المجلس التنفيذي مؤخراً مكتباً ثامناً، وهو مكتب التنمية والشؤون الإنسانية الذي يعمل على منح التراخيص للمنظمات العاملة في مناطق الإدارة الذاتية ومتابعة وتقييم عملها.

-الهدف والرؤية :

◄إيجاد أرضية لتكامل الاجتماعي والاقتصادي

◄توفير الامن والاستقرار

◄توفير التعليم والصحة والخدمات العامة

◄إعادة الاعمار وتامين المسكن وتهيئة الضروف وعودة النازحين والمهجرين الى أماكنهم

◄دعم المشاركة الفعالة لمجلس سوريا الديمقراطية في العملية السياسية السلمية لحل الازمة السورية

◄صياغة دستور جديد للبلاد

تتشكل جميع مجالس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من هيئات الإدارات الذاتية والمدنية في شمال وشرق سوريا وهي :

● الإدارة الذاتية الديمقراطية للجزيرة

● الإدارة الذاتية الديمقراطية لمنطقة الفرات

● الإدارة الذاتية الديمقراطية لعفرين

● الإدارة الذاتية الديمقراطية في منبج وريفها

● الإدارة الذاتية الديمقراطية في الطبقة

● الإدارة الذاتية الديمقراطية في الرقة

● الإدارة الذاتية الديمقراطية في دير الزور

– هيكلية المجلس العام :

1- يصادق على أعضاء مجلس العدالة                                                                    

2- يمنح الثقة للمجلس التنفيذي ككل ويحجب الثقة

3- اصدار القوانين والمراسيم

4- توحيد قوانين الجمارك والاحوال المدنية والاقتصادية

5- المصادقة على الأنظمة الداخلية للمكاتب والهيئات

6- وضع نظام عام لكافة موسسات المجتمع المدني

7- متابعة اعمال المجلس المدني

المجلس التنفيذي لإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا :

3-مناطق الإدارة الذاتية ( الإدارات والمجالس):

في الـ 27 من آذار/مارس 2014 تم تشكيل منسقية مشتركة للمجالس التنفيذية للإدارة الذاتية في المقاطعات الثلاث “الجزيرة، عفرين وكوباني” وتم الإعلان عن تشكيل المنسقية المشتركة من خلال بيان أصدره المجلس التنفيذي في مقاطعة الجزيرة جاء فيه “بعد التشاور والاتفاق مع أشقائنا رؤساء المجالس التنفيذية في مقاطعتي كوباني وعفرين، فإنه من الواجب علينا وطنياَ وقومياً وإنسانياً تحمل مسؤولياتنا في هذا المنعطف الخطر والذي يملي علينا الدفاع المشترك عن المقاطعات الثلاث ، والتكاتف والوحدة الذي يضمنه تشكيل منسقية تشاورية مشتركة للمقاطعات الثلاث انطلاقاً من حق الدفاع المشروع الذي أقرته العهود والمواثيق الدولية”.

و في 10 أكتوبر  2015 تشكلت  قوات سوريا الديمقراطية، التي أخذت على عاتقها تحرير ما تبقى من مناطق شمال وشرق سوريا من مرتزقة داعش بعد تحرير المنطقة انطلاقاً من الهول والشدادي ومنبج والطبقة والرقة وحالياً تستمر معركتها ضد داعش في جيب صغير بريف دير الزور رأت مكونات شمال وشرق سوريا ولتنظيم نفسها وإدارة مناطقها حاجتها الى تشكيل الإدارة الذاتية  حيث  تتالفت  الإدارة الذاتية من أقاليم ومناطق متضمنة  (  إقليم الجزيرة -إقليم الفرات – إقليم عفرين – الرقة – الطبقة ودير الزور )

1-إقليم الجزيرة

هي اكبر أقاليم شمال شرق سوريا وأكثرها كثافة من حيث السكان يتواجد فيها الكرد العرب السريان وغيرها من المكونات الأخرى ويتالف إقليم الجزيرة من مقاطعتي قامشلو والحسكة والتي تتالف بدورها من عدة مناطق مرتبطة بها .

تم اعلان الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة بتاريخ 21-1-2014 وقامت بتاسيس هيئاتها ومؤسساتها الإدارية والتنظيمية والخدمية

الإدارة الذاتية منذو  تأسيسها حاولت أن تدخر كل قدراتها في سبيل تحقيق مطالب شعب شمال سوريا بكل مكوناته دون أي تمييز.

2- إقليم الفرات :مقاطعة كوباني : مقاطعة كوباني وبعد أن قاموا بإدارة أنفسهم بدءاً من  ثورة الـ19 من تموز مروا بالعديد من المراحل، المقاومة الكبيرة التي حققها أهالي كوباني  فبعد ثورة الـ 19 من تموز حصلت تغيرات عديدة، كان أبرزها أن الشعب أدار نفسه بنفسه من كافة النواحي سواء أكان من النواحي التنظيمية أو العسكرية أو السياسية فهذه كانت الخطوة الأولى، بعد ذلك كان لا بد من العمل على تأسيس مؤسسات وتنظيم كافة فئات المجتمع ضمنها، ففي الـ27 من يناير/كانون الثاني من عام 2014، تم الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية وبدأت الإدارة بعملها بين المجتمع.

في البداية واجهت  صعوبات كثيرة، وكان من أهم هذه الصعوبات هو الحصار الخانق المفروض على المقاطعة من قبل الدول التركية من الشمال والمجموعات الإرهابية المسلحة من الثلاث الجهات الأخرى، لكن ورغم هذا الحصار الخانق خطى الشعب المتكاتف مع الإدارة الذاتية خطوات جدية مثل تعليم أبناء المقاطعة على لغتهم الأم، وفتح المجال أمام أبناء المقاطعة للعمل في مؤسساتهم وللانخراط في صفوف الوحدات المدافعة عن المقاطعة،  ولا ننسى بأن العلاقات أيضا بين المكونات الكرد العرب الأرمن والتركمان في المقاطعة أصبحت أفضل بكثير مما كانت عليه إبان حكم حزب البعث، فلم تخلو مؤسسات وهيئات الإدارة الذاتية من أبناء جميع هذه المكونات التي ذكرناها، وهذا بحد ذاته إنجاز لأول مرة يحصل في سوريا، ونذكر هنا أيضا بأن هذه التجربة جعلت من المكونات في الشمال السوري أن يجلسوا ويتحاوروا على مستقبل الشعوب ومستقبل سوريا.

كري سبي :

كان مرتزقة داعش يتخذون من كري سبي “تل أبيض” معقلاً اساسياً ومركزاً لشن الهجمات على شمال سوريا وخاصة الهجمات على سريه كانيه وكوباني، والبوابة الحدودية في تل أبيض كانت تستعمل لوصول كافة الملتحقين بمرتزقة داعش من العالم إلى شمال سوريا، بالإضافة إلى ذلك فإنها كانت تعتبر مركزا للملتحقين الجدد بمرتزقة داعش ومقراً لتوزيع وفرز المهام أيضاً.

وبتاريخ 15 حزيران عام 2015  حررت كل من وحدات حماية الشعب والمرأة، بركان الفرات ولواء التحرير مدينة تل أبيض من مرتزقة داعش ضمن إطار الحملة التي اطلقتها لتحرير المدينة.

حيث بتاريخ 27/7/2015: عقد مجلس أعيان منطقة تل أبيض الاثنين مؤتمره التأسيسي في مدرج صالة إنعاش الريف بعد عدة جلسات تمهيدية بحضور ممثلين عن كافة مكونات المدينة من كرد وعرب وتركمان وأرمن وضيوف من ‹الإدارة الذاتية› في مقاطعة كوباني ومجلس الإخوة والسلم الأهلي من سري كانيه.

و بتاريخ 21/10/2015 انتهى اجتماع مجلس الأعيان في مدينة تل أبيض “كري سبي” بإعلان الإدارة الذاتية ومنح الثقة للرئيسين المشتركين للإدارة في المنطقة ورؤساء لجانها الـ 9.

وبناءً على التقسيم الاداري لفيدرالية شمال سوريا التي تم الاعلان عنها في العام 2016 تم ضم مقاطعتي كري سبي وكوباني ضمن أقليم واحد تحت مسمى أقليم الفرات.

3-إقليم عفرين :

تم الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة عفرين” في 28/كانون الثاني/ يناير 2014م  بالتزامن مع باقي المقاطعات

وتتألف الإدارة الذاتية في المقاطعة من المجلسين التشريعي والتنفيذي والقضائي أو المحكمة العليا، ويمثل فيه جميع المكونات، الأديان، الثقافات، المرأة والشبيبة.

واستطاعت الإدارة الذاتية الديمقراطية تدبر جميع الخدمات وإدارة مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية، والحفاظ على الأمن والاستقرار فيها بالمقارنة مع المناطق السورية الأخرى التي تحولت إلى ساحات قتل وتهجير نتيجة اعتماد أطراف الصراع على السلطة.

في اقليم عفرين قامت  الإدارة الذاتية الديمقراطية بتنظيم نفسها وإدارة شؤونها وفق أسس الإدارة الذاتية الديمقراطية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية و الخدمية والأمن الداخلي والصحة والتعليم والدفاع والثقافة.

الموقع الجغرافي المنفصل عن مناطق الادارات الذاتية الاخرى وضعها ضمن حصار خانق مارسته الدولة التركية بالتعاون مع فصائل جهادية ومرتزقة, لا بل إن المقاطعة لطالما تعرضت إلى هجمات من قبل تلك الفصائل ولكن كافة محلولاتهم لاحتلال المقاطعة باءت بالفشل.

و بتاريخ 18.3.2018 استكمل الاحتلال التركي احتلاله لكامل المقاطعة, ونتج عنه تهجير أكثر من 350 الف مدني من منازلهم  ولتبدأ مرحلة جديدة من الابادة بحق مواطني عفرين, وتمارس ابشع الجرائم بحق الاهالي الذين بقوا في بيوتهم بحيث يتعرضون للقتل والنهب والاعتقالات التعسفية والاختطاف. كما إن المقاطعة تتعرض لعمليات تغيير ديمغرافي ممنهجة من قبل الدولة التركية حيث قامت بتوطين عوائل الفصائل المرتزقة المرتبطة بها والفصائل التي تم نقلها من ارياف العاصمة دمشق مع عائلاتهم في المقاطعة ورغم ذلك استمرت الإدارة الذاتية بمهامها وقدمت المساعدت لنازحين في الشهبا وكل مايحتاجونه من متطلبات .

الرقة :

بتاريخ 4أذار/ مارس 2013 احتلت مرتزقة احرار الشام بمساندة من مرتزقة جبهة النصرة المدينة، ليبدؤوا مسيرة التنكيل بالأهالي الذين اعتقدوا أن هذه المجموعات التي دخلت المدينة ستكون افضل من النظام السوري .

احتلال هذه المجموعات لم يدم طويلاً فسرعان ما قلبت داعش الطاولة عليهم، لتحتل مكانها مطلع عام 2014 وتعلنها عاصمة لما تسميه بالخلافة الإسلامية.

بدءاً من مساء يوم السبت الواقع في 5/11/2016, حيث تم تشكيل غرفة عمليات (غضب الفرات) من اجل قيادة عملية التحرير والتنسيق بين جميع الفصائل المشاركة وجبهات القتال.

تحت راية قوات سوريا الديمقراطية وبالمشاركة الفعالة لــ وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة YPJ/YPG, وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي.

بالتزامن مع إطلاق حملة غضب الفرات لتحرير الرقة في شهر تشرين الثاني /نوفمبر من عام 2016 بدأ مجلس سوريا الديمقراطية  فعاليات التحضير لإعلان وتأسيس مجلس مدني يشرف على أعمال تنظيم الرقاويين في المناطق المحررة وتوفير الخدمات لهم.

بتاريخ 18/4/2017 اجتمع أكثر من 100شخصية من وجهاء العشائر والشخصيات السياسية والثقافية وأصحاب الكفاءات المهنية لأهالي محافظة الرقة وريفها وبعد الهزائم التي تلقتها داعش على يد قوات سورية الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي توصلوا إلى تأسيس مجلس الرقة المدني الذي سيتكفل بإدارة المحافظة بعد التحرير من خلال لجانه التخصصية.

تأسس المجلس في سبيل تنظيم المكونات والشرائح على أسس الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، وللإشراف على كافة الأمور الخدمية التي تهم الأهالي ويعمل بشكل مباشر على تأمينها لهم عبر لجانه المتخصصة المعنية كلٌ بمهامها المختلفة.

كما ويعتبر المجلس الجهة الوحيدة المخولة بموضوع العملية الإدارية في الرقة ويملك الصلاحيات في تغيير ما يراه مناسباً في كافة مفاصل العمل ضمن المؤسسات.

وبدأت فعالية التحضير للإعلان عن المجلس بالتزامن مع إطلاق حملة غضب الفرات لتحرير الرقة في شهر تشرين الثاني من العام الماضي.

الطبقة :

حرر مقاتلو ومقاتلات غرفة عمليات غضب الفرات مطار الطبقة بتاريخ 26/3/2017 بعد أيام من الاشتباكات مع مرتزقة داعش, وكانت مرتزقة داعش قد احتلت المطار في شهر آب من العام 2014, ويقع مطار الطبقة  غرب مدينة الطبقة ويتبع إدارياً لمدينة الطبقة.

دخلت قوات سوريا الديمقراطية  ق س د ، التي يدعمها التحالف الدولي إلى ضواحي مدينة الطبقة وذلك ضمن سياق  معركة غضب الفرات، التي هدفت إلى تحريرها من تنظيم داعش.

10/5/2017

أعلنت قوات “سوريا الديمقراطية”، عن تحرير كامل مدينة الطبقة من “داعش”.

استناداً إلى قرار مجلس الرقة المدني المذكور في البيان الختامي بتشكيل لجنة تحضيرية لتأسيس مجلس الطبقة المدني وذلك في الاجتماع المنعقد بتاريخ 18-04-2017

بتاريخ 15/05/2017 اجتمع ممثلو مدينة الطبقة من شخصيات عشائرية ووجهاء وكفاءات

علمية وشخصيات تمثل المرأة والشبيبة للمدينة وبعد النقاش  عن الأوضاع السياسية والاجتماعية

والثقافية والخدمية داخل المدينة توصل من خلال ذلك إلى تأسيس مجلس منطقة الطبقة المدني

والذي يمثل كافة الفعاليات والشرائح الاجتماعية للمدينة .

خلال الاجتماع تم انتخاب رئاسة مشتركة هم كل من أحمد شعبان الأحمد روشن حنيفة حمي، و3 نواب وهم أحمد سليمان، عواس خليل وأسيا الغربي. وتشكلت أيضاً لجان خدمية ولجان تنظيمية لإدارة شؤون المدينة.

دير الزور :

في عام 2012سيطرت العديد من الفصائل الارهابية على أجزاء واسعة من مدينة ديرالزور منها “جبهة النصرة واحرار الشام”، وبقي فقط المطار العسكري الذي يقع جنوب غرب المدنية وبعض الاحياء المحاذية له تحت سيطرة النظام السوري.

في عام2014 وقعت مدينة ديرالزور تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” بعد تصاعد نفوذها في سوريا والعراق، فقد سيطر “داعش” على اجزاء واسعة من المدينة منها “العرضي ـ الشيخ ياسين ـ الحميدية ـ العرفي ـ الحويقة الشرقية وجزء من الحويقة الغربية ـ اجزاء من الرشدية والجبيلة والموظفين ـ الرصافة ـ الصناعة ـ المطار القديم” وبذلك فقد سيطر “داعش” على اكثر من 95% من مساحة دير الزور.

في تشرين الاول من عام 2017بدأت حملات عسكرية للقضاء على “داعش” وإخراجه من مدينة ديرالزور، وقد كانت هذه الحملات مقسمة قسمين:

الاولى: قامت به جيش النظام السوري بدعم روسي ـ ايراني للسيطرة على الضفة الغربية لنهر الفرات.

الثانية: قامت به قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بدعم التحالف الدولي لتحرير الضفة الشرقية لنهر الفرات.

تزامنا مع انطلاق حملة عاصفة الجزيرة في مدينة ديرالزور، واستكمالاً لمشروع البناء والديمقراطية، تم افتتاح مجلس مدني لمدينة ديرالزور بعد أن تم تشكيل لجنة تحضيرية، وتم التوصل الى صيغة نهائية للمجلس، وقد ضم هذا المجلس جميع المكونات دون استثناء او استبعاد أي شخص، وتم التركيز على الفئة الشابة التي تمثل مستقبل ديرالزور.

سيتم تسليم كافة المناطق المحررة الى هذا المجلس ليدير شؤون المواطنين ويلبي متطلباتهم الحياتية. قامت اللجنة التحضيرية المكونة من ابناء ديرالزور بتشكيل اللجان التابعة لمجلس ديرالزور المدني، وعددها أربعة عشر لجنة، وهي كالتالي:

“لجنة المرأة ـ لجنة العدالة ـ لجنة الصلح ـ لجنة الشباب والرياضة ـ لجنة المنظمات والشؤون الإنسانية ـ لجنة الخدمات والبلديات ـ لجنة التربية والتعليم ـ لجنة الآثار والثقافة ـ لجنة الزراعة والثروة الحيوانية ـ لجنة المالية ـ لجنة الأمن الداخلي ـ لجنة الحماية ـ لجنة عوائل الشهداء ـ لجنة تنظيم المجالس”.

ومع إدارة سكان كل مدينة ومنطقة لأنفسهم ذاتياً، اجتمع ممثلو هذه الإدارات معاً لتشكيل إدارة مشتركة تستطيع تطوير الجانب الخدمي وتضع آلية تنسيق فيما بين كافة المجالس والإدارات الذاتية لتسيير أمور السكان في شمال وشرق سوريا، لذلك أعلن ممثلو شمال وشرق سوريا وبتاريخ 6 أيلول/سبتمبر عام 2018 عن تشكيل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

4 ـ آلية التنسيق بين الإدارة الذاتية وبين المجالس والإدارات المحلية وعملها:

لم تشكل شعوب ومكونات شمال وشرق سوريا معاً إدارة ذاتية فقط، بل إنها شكلت أيضاً قوات عسكرية مشتركة اعتماداً على التجربة الناجحة للإدارة الذاتية، فشكلوا بذلك قوات سوريا الديمقراطية”قسد” في أواخر 2015والتي أخذت على عاتقها تحرير مناطق شمال وشرق سوريا من تنظيم داعش الارهابي، حيث بدأت بتحرير المنطقة انطلاقاً من الهول والشدادي ومنبج وطبقة والرقة وحالياً تستمر معركتها ضد هذا التنظيم الارهابي في الجيب الاخير بريف ديرالزور.

ومع تحرير كل بلدة او مدينة كان سكانها يعملون على تشكيل مجالس مدنية ومحلية لتقديم الخدمات للأهالي وإعادة الحياة الى المنطقة بعد ان كتم تنظيم داعش على انفاس المدنيين سنواتٍ عدة.

وفي هذا السياق تشكلت مجالس وإدارات محلية في كل من الرقة والطبقة ومنبج وديرالزور لتقديم الخدمات في كل منطقة، ذلك بعد اجتماع ممثلو هذه الادارات معاً لتشكيل إدارة مشتركة تستطيع تطوير الجانب الخدمي وتضع آلية تنسيق بين كافة المجالس والإدارات الذاتية لتسيير أمور الاهالي، لذلك أعلن ممثلو شمال وشرق سوريا بتاريخ 6ايلول عام2018 عن تشكيل الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

تتخذ الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قرارات موحدة على مستوى الشمال والشرق السوري، ذلك عبر التحاور بين الادارات الذاتية والمدنية، كتوحيد الرسوم الجمركية واسعار المحروقات وتصاريح السفر والتنقل بين مدن شمال وشرق سوريا التي كانت موجودة سابقا وتم الغاؤها مع إعلان الهيئات وبدء عملها، وتحترم كل ادارة قوانين الادارات الأخرى وسجلاتها الرسمية وإجراءاتها القضائية، ويجوز للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن تحدد بقوانين عامة قواعدها وضوابطها.

4- آلية عمل الادارات والمجالس المحلية:

ـ لسكان كل ادارة ذاتية ومدنية حق التمتع بجميع الحقوق التي يتمتع بها المواطنون في مختلف الادارات، وتضمن الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لكل ادارة ذاتية ومدنية خاصيتها الادارية وصلاحياتها المحلية وتحمي كلا منها من الاعتداء كما تحميها من أعمال العنف الداخلية.

ـ يتم انتخاب أعضاء الادارات الذاتية والمدنية والمجالس المحلية والكومينات عبر صناديق الاقتراع من قبل المواطنين المقيمين في تلك المناطق.

ـ يتم تنظيم وتشكيل وتحديد صلاحيات الأجهزة الإدارية في كل من الادارات الذاتية والمدنية والمجالس المحلية عن طريق قانون صادر عن الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا دون النيل من خاصيتها.

ـ الإشراف على الأجهزة الإدارية ينظم من خلال قانون صادر عن الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

ـ يجوز الاعتراض أو رفض قرارات الأجهزة الإدارية بقرار من الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، كونها تتعارض مع القانون أو المصلحة العامة.

ـ يتم تنظيم جباية الضرائب والرسوم المفروضة من قبل المجلس التنفيذي للإدارات الذاتية والمدنية في المناطق، وتنظيم علاقاتها المالية مع المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من خلال قانون صادر عنها.

اضافة الى ذلك فإن الادارات الذاتية والمجالس المحلية تواصل عملها المعتاد في مناطق شمال وشرق سوريا، اما بالنسبة للإدارة الذاتية فمهمتها التنسيق ما بين تلك الإدارات والعمل على تنظيمها.

وان الهدف من المشروع هو تشكيل هيكل إداري إداري ينسق الخدمات بين المناطق حيث أن الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تشكلت لملئ الفراغ الإداري والامني وبالتوافق بين الهياكل الإدارية الموجودة في شمال وشرق سوريا واستطاعت الحفاظ على حالة الأستقرار وتأمين الخدمات لسكان المنطقة وحمايتها من هجمات القوى الإرهابية واستطاعت هذه الإدارة الديمقراطية بالحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وإدارتها ، وأن نتيجة التفاوت الزمني بين تشكيل هذه الإدارات ظهرت ثغرات تنظيمية أثرت على حياة الشعب من الناحية الخدمية ومن أجل سد هذه الثغرات وتحقيق التوازن العادل والتنسيق بين هذه الإدارات كان لابد من وجود هيكل إداري يشرف على عملية التنسيق بشكل جيد ويوفر الخدمات .

لنجد بأن ضرورات أعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا متعددة بنيوية ومعرفية وسياسية وأن الأسباب التي دفعت لإتخاذ هذه الخطوة التاريخية كان أهمها :

تمكين العقد الأجتماعي وإعادة التوازن بين عناصر المعادلة السورية ( القومية والوطنية والعالمية ) وتفعيل دور المرآة في تولي مهامها والدفاع عن حريتها وترسيخ فاعليتها في المجتمع بالإضافة إلى حق الحماية الذاتية في حق الدفاع المشروع .