في ظل ما يعانيه المجتمع السوري من تحديات على مستويات مختلفة ومن سيطرة قوى إقليمية ودولية وفصائل تابعة للاحتلال التركي على مناطق من الجغرافيا السورية والتردد الواضح لحكومة دمشق للقيام بأي تحوّل من شأنه أن يخفف بعض من المعاناة الإنسانية الكبيرة التي خلفتها الأزمة السورية.
وفقا للتقارير الاعلامية مؤخراً غيّر النازحون السوريين من وجهتهم والأنظار هذه المرة نحو اقليم شمال وشرق سوريا (مناطق الإدارة الذاتية)، حيث نزحت عوائل كثيرة من سكان المدن السورية الواقعة تحت سيطرة حكومة دمشق، إلى مناطق الادارة الذاتية بحثاً عن الأمن والأمان والعيش بكرامة بعد أن بات الخوف والقلق والعوز والحرمان هو المسيطر على المناطق التي نزحوا منها وأدركوا أن مناطق الإدارة الذاتية أبوابها واسعة ومفتوحة أمام الحشود المتدفقة والمطالبة بالأمن والسلام والاستقرار، وهي الملاذ الآمن لمن شردتهم ظروف الحرب والنزاعات، وهي قادرة على استيعاب الجميع دون النظر لمعتقداتهم أو طوائفهم أو أعراقهم.
الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا مستعدة دوماً للتعامل مع أي تدفق محتمل لجميع السوريين إلى مناطقها معتبرة أن ما يجري في سوريا حالياً والأوضاع المأساوية التي يمر بها المواطن السوري هو أمر لا يمكن أن يتقبله المنطق.
وقال المحللين بان مناطق الإدارة الذاتية، ليس منذ الآن وإنما منذ انحدار الوضع الأمني والاقتصادي في تلك مناطق حكومة دمشق وخاصة بعد أن حرّرت قوات سوريا الديمقراطية كامل منطقة شمال شرق سوريا من يد تنظيم داعش، واستطاعت الإدارات المدنية فيها تقديم جميع الخدمات الممكنة للمواطنين وأتاحت فُرص عديدة للعمل ووفرت الأمان والاستقرار. بالمقابل يعيش المواطن في مناطق سيطرة حكومة دمشق في الوقت الراهن حالة من عدم الاستقرار بسبب نقص وفقدان متطلبات الحياة اليومية لاستمرارية الحياة، فإلى جانب صعوبة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ما زالت هناك ظاهرة تكتيم الحريات وتستشري الفساد في مؤسسات حكومة دمشق وفقدان فرص العمل، والرواتب والأجور لم تعد تكفي إلا للأيام الأولى من الشهر، ولم تعد هناك خدمات أساسية، كل هذه الأمور مجتمعة تدفع بالمواطن السوري للبحث عن مكان يستطيع فيه تأمين لقمة العيش له ولعائلته، وهذا هو التحدي الأكبر في كامل الأراضي السورية الآن.
فمناطق الإدارة الذاتية على الرغم من قلة الإمكانات لكنها لا تقارن مع مناطق حكومة دمشق من حيث مستوى المعيشة، الرواتب، والفرق في أسعار المواد الضرورية وكذلك وجود فُرص عمل والأمان وهو ما يدفع الناس للهجرة إليها.
حيث أكدت الكثير من المصادر بأنه في مناطق الادارة الذاتية تتوفر مستلزمات العيش والمواد الأساسية وخاصة الماء والكهرباء والوقود والمواد الغذائية والأسعار المقبولة نسبياً، قياساً إلى سعرها في مناطق حكومة دمشق، توفر الأمن والأمان والاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية والتي جاءت بفضل قوات سوريا الديمقراطية، التي استطاعت أن تحفظ المنطقة من هجمات الاحتلال التركي وخلايا تنظيم داعش، ومخططات حكومة دمشق في زرع الفتنة والفوضى في المنطقة.