الأمرالغاية في الغرابة في منبج هو التواجد الأمريكي فيها .. فالتاريخ وعلى مدار حقبه لم يسجل هكذا تواجد مثلما يسجله اليوم وهو أمر يحسب له كل من سورية وإيرانية وروسية وتركية حساباً كبيراً.
الشمال السوري الذي تتراكم فيه الحضارات و تتزاحم فيه الجيوش كان مسرحاً كبيراً لحروب طاحنة على مدار التاريخ. انتزعه الفراعنة المصريين من الحثيينقبل3300 عام في معركة قادش، وانتزعه الفرس من الفراعنة ،ثم الروم من الفرس ،ثم المسلمون من الروم حتى باتت منبج فيه ثغراً استراتيجياً مهماً،وهو ماحدا بهارون الرشيد أن لقّبها ” قاعدة العواصم”.
اليوم، تبقى ذات المنطقة مسرح للعمليات والتزاحم وبالأخص (منبج) التي تُعتبر بوابة الجهة الشامية وأول مدنها و حاضرة مدن الشمال.
حيث اتخذتها داعش مركز إمداد وتموين و مكان آمن لإقامة قادتها ، فسمتها جريدة التلغراف البريطانية “لندن المصغرة” لكثرة البريطانين الدواعش فيها.
ويتخذها اليوم مجلس منبج العسكري, وتعتبر هذه المنطقة الشريان الإقتصادي لشمال سورية إذ تنشط فيها الحركة التجارية ونقل البضائع إلى مناطق القامشلو و الرقة و الحسكة و شرق دير الزور.
تركيا تصرّعلى احتلالها رغم العراقيل الجسيمة المتمثلة في تمسك أمريكا بها تلك التي استقدمت جنوداً إضافيين وحصنت قاعدتها فيها.
بطريقة غير مباشرة تسربت إفادة من أحد المطلعين أن منبج تطفو على بحيرة نفطية من النوع الذي يجعل التمسك الأمريكي بها أمراً ضرورياً ونوعياً ويصعب التخلي عنها في المستقبل القريب.