ذكرت مصادر استخباراتية أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زار دمشق سراً قبيل عقد الجولة الحادية والعشرين من اجتماعات آستانا حول سوريا وناقش أوضاع الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام، فيما أظهر البيان الختامي لجولة آستانا أن المجتمعين اتفقوا على محاربة الإدارة الذاتية.
وأشارت المصادر، أن فيدان ناقش خلال الاجتماع أوضاع فصائل الجيش الوطني، وكذلك الوضع الذي تعيشه حكومة دمشق وضعف الطرفين.
وبحسب المصادر، فأن العرض تضمن عقد اتفاق بين الجيش الوطني وقوات حكومة دمشق بضمانة روسية تركية.
موضحةً أن هذا الاجتماع كان اجتماعاً تحضيرياً للجولة الحادية والعشرين لسلسلة اجتماعات آستانا حول سوريا، وجاء عرض فيدان هذا بعد أن تداولت وسائل إعلامية معلومات عن أن فيدان أكد ضرورة إنهاء العداوة بين حكومة دمشق والجيش الوطني وضرورة عقد اتفاق ومصالحة بينهما من أجل إيقاف المعارك في الجبهات وبأي شكل ترغبه حكومة دمشق شريطة اشتراكها في مخطط تركيا الساعي للقضاء على الإدارة الذاتية، بعد أن فشلت مساعيها خلال الفترة الماضية بالحصول على ضوء أخضر من أجل شن هجمات برية جديدة عليها والسيطرة على مناطق أخرى من سوريا.
وأشارت المصادر، أن اللقاء ناقش أيضاً أوضاع الفصائل في مدينتي رأس العين وتل أبيض اللتان سيطرت عليهما تركيا في تشرين الأول عام 2019، ولفتت المصادر أن فيدان أعلن صراحة أن جيشهم موجود في هاتين المدينتين.
والملفت للانتباه أن الجولة الحادية والعشرين من آستانا والتي عقدت يومي 24 و 25 كانون الثاني الجاري، جاء بيانها الختامي بشكل يتناغم مع هذا المخطط، حيث اتفقت هذه الأطراف إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بما ينسجم مع العرض التركي.
وكاستمرار لهذا المخطط، ستواصل تركيا ضرب البنية التحتية في شمال وشرق سوريا من أجل القضاء على مقومات الحياة فيها، بهدف الضغط على أهالي المنطقة للخروج على الإدارة الذاتية أو هجرة المنطقة تفريغها من سكانها، ومقابل ذلك ستستمر روسيا بالصمت حيال الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا ومراعاة مصالحها في أوكرانيا.
وتسعى تركيا بكل ما تملكه من أوراق بأيديها، لعقد صفقة جديدة مع روسيا وإيران تضمن مشاركة الحكومة السورية إلى جانبها في الحرب ضد الإدارة الذاتية، وهي مستعدة للتخلي عن مدينة إدلب والجيش الوطني وتسليم كافة المعابر للحكومة السورية مقابل ضمان مشاركتها إلى جانبها في القضاء على الإدارة الذاتية.