هل حصلت أنقرة على ضوء أخضر لاحتلال المزيد من سوريا مقابل قبولها انضمام دولتين إلى “الناتو”؟؟

روجت وسائل إعلام وصفحات بأن موافقة تركيا على انضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو مؤخراً، جاء بعد أخذها الضوء الأخضر لشن عدوان جديد شمال شرقي سوريا، إلا أن ذلك مجرد تضليل إعلامي تحاول من خلاله تلك الجهات زعزعة الوضع الأمني في المنطقة.
وأمس، الثلاثاء، وقعت تركيا مذكرة تفاهم مع السويد وفنلندا في اليوم الأول من قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مدريد بغية تمهد الطريق لانضمام البلدين الواقعين في شمال أوروبا إلى الحلف.
وأُجبرت تركيا على الموافقة لانضمام السويد وفنلندا للناتو، مقابل حصولها على جائزة ترضية إعلامية ولقاء أردوغان مع نظيره الأمريكي جو بايدن والذي سيتم استخدامه محلياً في الحملة الانتخابية التركية القادمة.
وقال مراقبون، إن موافقة أنقرة على انضمام الدولتين يأتي مقابل رفع بعض العقوبات المفروضة عليها من قبل بعض الدول بينها الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وفرنسا.
وفي الآونة الأخيرة شهد الاقتصاد التركي تراجعاً وتضخماً مالياً غير مسبوق وانخفاضاً في قيمة الليرة التركية، ما جعل أنقرة تمد جسور التواصل مع العديد من دول العالم، بعد سنوات من التصعيد معها، وخاصة السعودية والإمارات، وجاء ذلك بعد تنازلها عن الكثير من الملفات التي كانت تتحكم بها وعلى رأسها ملف الإخوان المسلمين، بحسب مراقبين.
وضخمت أطراف سياسية وصفحات إعلامية غير مسؤولة اشتراط تركيا للانضمام السويد وفنلندا شريطة عدم تقديمهما الدعم “لوحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي”.
ولا تتلقى “قسد” من دولتي فلندا والسويد أي دعم عسكري أو سياسي، إذ من المعروف أن القوى الضامنة مع قسد هي دول التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة داعش والتي لا تضم فنلندا والسويد أساساً.
وينحصر الدعم السياسي من قبل الدولتين (السويد وفنلندا) لحزب الاتحاد الديمقراطي على تسهيل تنقل بعض قياداته المتواجدة في أوروبا، في إشارة لقيام مجلس سوريا الديمقراطية والقوى الوطنية الديمقراطية السورية مؤخراً بإجراء لقاءات تشاورية في السويد.
وتقدم السويد وفنلندا الدعم الإنساني لمناطق شمال وشرق سوريا عبر مساعدات للمنظمات غير الحكومية للنازحين وضحايا الإرهاب والفصائل التي تدعمهما دولة الاحتلال التركي.