ضمن الحلقة الثانية من حديث الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية وأمين عام مجلس أمنها الوطني وسفيرها الأشهر لدى الولايات المتحدة لـ “اندبندنت عربية” الذي ينشره الموقع ذا التوجه السعودي ضمن خمس حلقات؛ قال الأمير بندر أن وليد المعلم وصف بشار الأسد “بالولد الذي يريد أن يدخل سوريا بالمشاكل”.
وذلك بعد تهرب الأسد من لجنة التحقيق الدولية، بعد أن أعطى وعود للسعودية بالمثول لقراراتها وإجراءاتها وتسليمها المطلوبين للتحقيق، وبدورها السعودية والملك عبد الله كفلت ذلك أمام فرنسا والرئيس شيراك (الرئيس الفرنسي الأسبق).
وكان بشار الأسد حينها، قد وافق على تقديم المتهمين للتحقيق معهم ومن ضمنهم شقيقه العميد ماهر الأسد، وصهره آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية، وبعد أن علم شيراك عبر السعودية والأمير بندر بهذه الموافقة خرج للإعلام وصرح بذلك، وأن بعض العقبات في طريقها للحل، ليفاجئ الجميع بعد ذلك ببيان للخارجية السورية تنفي تصريحات الرئيس شيراك، بما يعني تراجع بشار الأسد عن وعوده.
وهنا يتحدث الأمير بندر بن سلطان لـ “اندبندنت عربية “عن الحرج الذي أوقعه فيه الأسد، ويقول جاءه اتصال من الإليزيه ليكون الرد لشيراك “فخامة الرئيس أنا أخبرتك بما حدث، ما قاله وزير الخارجية أو بشار بعد أن خرجت، لا أعرف عنه شيئاً، ولكن دعني أتصل بالملك وأخبره، وسنرى”.
ويضيف بن سلطان “في هذه الأثناء، بدأت أغلي وشعرت بالخديعة، اتصلت بالملك من الطائرة وأخبرته، وقال نعم وصلتني الأخبار الآن، هذا لعب أطفال. وسألني الملك أين أنت؟ قلت له في الطريق إليكم، فطالبني بالتوجه إلى دمشق فوراً وبأن أخبر بشار الأسد بإصدار بيان متلفز منهم بأنهم وافقوا على الحل وإلا أصدر أنا تصريحاً للصحافة الأجنبية في دمشق، وأقول بأن السعودية رفعت يدها عن الموضوع ولا علاقة لها بالقضية إطلاقاً ونتصرف لاحقاً”.
ويتابع: “وصلت إلى دمشق، واستقبلني وزير الخارجية وليد المعلم في المطار، وقال لي بهمس، ولم يكن يريد أن يسمعنا السائق: (دخيلك هالولد بيدخلنا في المشاكل)؛ قلت له يا وليد لن يدخلكم في مشاكل، لأنكم الآن في وسط المشاكل”.
وويضيف عن ذلك: “أخبرني المعلم أننا سنتجه لتناول الغداء أولاً، قلت له لا وقت للغداء سأذهب للقاء الرئيس ثم أعود إلى المملكة. ثم أصرّ فقلت له أين؟ قال في مطعم جميل خارج دمشق، ووافقت. دخلنا إلى مطعم خال تماماً وكبير، رحّب مديره بالوزير وبي واتجه بنا إلى طاولة، ولكننا اخترنا غيرها بعد إشارة لي من وليد المعلم، الذي يبدو أنه كان قلقاً من وجود جهاز تسجيل في الطاولة الأولى”.
(المصدر: وكالات)