استقبلت سلطات إقليم كردستان العراق، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، عدداً من قيادات فصائل تابعة للاحتلال التركي، والمعروفة بممارساتها العنيفة ضد الكرد في شمال وشرق سوريا.
وأثارت هذه الاستضافة انتقادات من نشطاء كرد وسياسيين، خاصة مع تواتر أنباء عن تكرار استقبال هذه الشخصيات في مدينة هولير، التي تُهيمن عليها عائلة البرزاني.
وتشير المعطيات والوقائع إلى تحول مدن في إقليم كردستان العراق، إلى مراكز تجمع لقتلة الكرد. وهذا يتجلى في استقبال هولير لأحد أبرز متزعمي وقيادات فصائل تابعة للاحتلال التركي، المعروف بـ “السلطان مراد”، عبر ما يسمى “المجلس الوطني الكردي”.
ويستقبل المجلس الوطني الكردي في هولير “رئيس هيئة التفاوض”، بدر جاموس، ومعه فصائل “السلطان مراد”، أحمد عثمان، في إطار ما يُعرف بـ “اللقاءات التشاورية لهيئة التفاوض”.
وأشار مراقبون إلى أن هذا التحرك يمثل شرعنة ضمنية للجرائم التي ارتكبها فصائل الاحتلال التركي في عفرين المحتلة ومدن أخرى.
وقد شهدت مدينة هولير مؤخراً استقبال “السلطان مراد” على يد المجلس الوطني الكردي، أحد الاحزاب الكردية التي تتمتع بدعم من الحكومة التركية، في حين يحمله نشطاء كرد مسؤولية كبرى عن الانتهاكات ضد المدنيين الكرد في المناطق المحتلة بشمال وشرق سوريا.
ويؤكد محللون أن تكرار هذه اللقاءات يشكل إساءة إلى الشعب الكردي ويشجع على المضي في سياسة العنف ضدهم، خاصة وأن عائلة البرزاني استقبلت شخصيات من الائتلاف السوري، مثل خالد خوجة ونصر الحريري، في أوقات سابقة رغم الاتهامات بارتكاب انتهاكات ضد الكرد.
وتصف الأوساط السياسية الكردية هذه الاستضافة المتكررة بأنها تمثل “تجاهلاً صارخاً” لمعاناة الكرد، لا سيما في عفرين المحتلة، التي تُتهم فيها فصائل تابعة لتركيا، أبرزها “السلطان مراد”، بانتهاك حقوق الإنسان.
ويعرب العديد من نشطاء الشأن الكردي عن استيائهم مما يعتبرونه تعاوناً ضمنياً مع سياسات تركيا المناهضة للكرد، محذرين من تداعيات هذه السياسة على العلاقات الداخلية بين القوى الكردية وعلى السلم الاجتماعي في المنطقة.
ويأتي استقبال هذه الشخصيات في وقت حساس، حيث تشهد مناطق شمال وشرق سوريا تصعيداً عسكرياً من قبل الاحتلال التركي، إذ تواصل الهجمات على البنية التحتية للمنطقة، ما أسفر حتى الآن عن تعطيل أكثر من 30 منشأة حيوية واستشهاد 17 شخصاً وإصابة 65 آخرين، وفقاً لمصادر محلية.