أنقرة – بلغ التصعيد التركي ضد كرد سوريا ذروته الجمعة بتهديد الرئيس رجب طيب أردوغان بـ”ردمهم تحت الأرض”، في تصريحات تعكس حالة من الهستيريا، خاصة بعد أن فشلت أنقرة حتى اللحظة في إقناع الإدارة الأميركية بالتخلّي عنهم.
وقال الرئيس التركي إن بلاده “مصممة على تدمير الممر الإرهابي شرق الفرات في سوريا، مهما كانت نتيجة المحادثات مع الولايات المتحدة حول إنشاء منطقة آمنة”.
وكانت أنقرة أعلنت الخميس أن المفاوضات مع الجانب الأميركي بشأن إقامة منطقة آمنة على الحدود السورية التركية متواصلة، محذرة في الآن ذاته على لسان وزير دفاعها خلوصي أكار بأنها ستتحرك إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن تلك المنطقة.
وبعد صمت طويل نسبيا عادت تركيا منذ أسبوع للتلويح بشنّ هجوم على شرق الفرات، وكانت سبق ذاك قيامها على مدار الأسابيع الماضية بإرسال حشود عسكرية إلى الحدود مع سوريا. ويربط محللون هذه العودة التركية لإثارة موضوع الشمال السوري بالتسريبات التي تحدثت عن قبول دول أوروبية، بينها فرنسا وبريطانيا إرسال قوات إلى شرق الفرات لملء الفراغ الذي ستخلفه القوات الأميركية في تلك الأنحاء.
وفي ما بدأ محاولة لإيجاد حل وسط أعلن ترامب عن مقترح لإقامة منطقة آمنة على الحدود السورية التركية، لتتقدم أنقرة وتطرح نفسها المشرفة على تلك المنطقة، الأمر الذي رفضه الكرد بشدة لجهة أن ذلك سيعني تمكين تركيا من مسعاها للانقضاض عليهم.
وشنّت تركيا هجومين واسعي النطاق في شمال سوريا، بدأت الأول صيف عام 2016 وتمكنت بموجبه من السيطرة على منطقتي جرابلس والباب في شمال محافظة حلب. وفي مارس 2018، تمكّنت من احتلال منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية إثر هجوم استمر لنحو ثلاثة أشهر ضد المقاتلين الكرد، وأتى بغطاء روسي.
(المصدر: صحيفة العرب)