بعد رفض الحكومة التركية بزعامة اردوغان تقبل الكرد في تركيا وسوريا، ورفض قضيتهم والتفاوض معهم، ودعم المرتزقة في حربهم ضد الكرد، والقيام بالعمليات العسكرية ضدهم، نشرت مجلة “ذا ناشيونال إنترست” الأمريكية مقالاً لممثل حزب الشعوب الديمقراطي في واشنطن “غيران أوزجان” تحدث فيه عن القضية الكردية في كل من سوريا وتركيا، حثّ فيها واشنطن على لعب دور الوسيط لحل القضية، وكذلك كبح جماح السياسات العدوانية التركية تجاه الكرد.
حيث يرى الكاتب بأنه بالنسبة لأردوغان، أصبحت التزامات تركيا تجاه الناتو الآن لا تعدو عن كونها مجرد كلمات على الورق.
لذا يجب أن تعترف واشنطن بأن دور أردوغان الاستبدادي لا ينفصل عن تقاربه مع روسيا، وتميل أقوى الأصوات المؤيدة لروسيا داخل حكومته إلى أن تكون أقوى مؤيدي القمع في الداخل والعدوان في الخارج.
أن إعادة توجيه تركيا نحو الناتو سوف يتطلب الدعم الغربي للقوى الديمقراطية والتعددية التي لم تسمع اهتماماتها دولياً لعقود خوفاً من إثارة غضب الشريك في الناتو.
وهنا سيكون النهج السياسي الجديد ضرورياً لمعالجة القضية الكردية. فتاريخياً نظرت الولايات المتحدة إليهم من خلال عدسة عسكرية، ولم تولِ سوى القليل من الاهتمام للأسباب السياسية لمقاتلتهم.
ويرى الكاتب بأنه اليوم نجازف برؤية هذا الاتجاه يعيد نفسه في سوريا، فبعد تضحيات قوات سوريا الديمقراطية وتحريرها المزيد من الأراضي السورية من مرتزقة داعش؛ لم يتم منح مظلتها السياسية مقعداً على طاولة المفاوضات، بدلاً من ذلك تسعى إلى إيجاد حلول تعالج القضايا الأمنية السطحية، مع تجنب البحث عن حلول لجذورها السياسية.
لقد أدركت الولايات المتحدة، بحسب الكاتب، أن التوترات التركية الكردية في شمال وشرق سوريا تتطلب تسوية عن طريق التفاوض، وأن المزيد من العمل العسكري سيكون ضاراً، وأن لها دوراً مهماً في التوسط في مثل هذه القضية. حيث إن مشاركة الولايات المتحدة من أجل السلام في شمال وشرق سوريا تتطلب مشاركة الولايات المتحدة من أجل السلام في تركيا.
إن الاستراتيجية الجديدة التي تعترف بحقيقة تحول تركيا الاستبدادي، وتتجاوز المشاركة العسكرية المُركّزة مع الكرد، وتعالج الطبيعة العابرة للحدود النزاع التركي الكردي وستعالج جميع المشاكل التي تدعي المنطقة الآمنة حلها. لن يكون لتركيا ما تخشاه من وجود قوات سوريا الديمقراطية على حدودها إذا حلت المسألة الكردية الخاصة بها.