تعتبر الحرب الخاصة شكل من أشكال الحرب التي تمارسها الدول وأجهزتها الإعلامية والتي تعتبر أساساً هاماً في هذه الحروب؛ حيث تحاول هذه الجهات تزييف الحقائق وكذلك خلق نوع من اللا استقرار في بعض الأمور بحيث يكون الهدف المُراد تحقيقه هو ذاته الذي تنادي به تلك الجهة أو الدولة، حال وجود أي نقص في التصدي لهذه الممارسات عن طريق الوعي والإدراك العميق؛ فإن السقوط كفريسة أمام الجهات التي تقود هذه الحرب أمراً وارداً بقوة وبشدة.
في تسليط عملي على واقعنا الموجود وبخاصة مع إعلان شعبنا لتأسيس نموذجه الديمقراطي (الإدارة الذاتية) وقبلها وحدات حماية الشعب ومن ثم باقي المؤسسات التي تم تطويرها بغية تحقيق طموح وحقوق شعبنا في الحرية والديمقراطية، تعرضنا ولا نزال لمختلف صنوف هذه الحروب التي لم توفر أي جهد في النيل من هذا المشروع وهذه الإدارة الديمقراطية؛ لا بل الأمر يتعدى ذلك في وقوع الكثيرين ذاتهم الذين ينادون بالحرية كفريسة لهذه الحرب ويتجاهلون الكثير من الحقائق العملية في مشروعنا بينما يتأثرون بكذبة واحدة تنشرها بعض الجهات الأخرى حيث كذبة انفصالنا عن الجسد السوري وتحركنا ضده المصلحة السورية العامة هو مثال حيّ وعملي مع إنه توجد دلالات عملية كثيرة في نضالنا لسوريا واحدة وديمقراطية ومن يقوم بترويج عكس هذا هو نفسه من يكرّس التقسيم ويسعى لتفرقة الشعب السوري.
عملياً صعود وتيرة الحرب الخاصة سواء الإعلامية منها، الاقتصادية والسياسية والفكرية، تدل على إنها تأتي بعد الفشل الكبير في المخططات والمشاريع التي استهدفت فكرة ما أو مشروع معين والآن تنطبق هذه الحالة بتفاصيلها على مشروعنا وعلى دور شعبنا ونضاله الديمقراطي. آليات التصدي لهذه الحرب تشبه تماماً التصدي للهجوم المباشر بحيث في الحالتين هناك هجوم ولا بد من الدفاع وإفشال الهجوم وكذلك الحفاظ على الحقيقة الموجودة ومنع أي أحد من تشويهها، إدراك قيمة الحقيقة التي هي بين يدينا وحجم التغيير الذي نريد تحقيقه في المنطقة وما نجم حتى الآن من انتصار عملي على الجهود المعيقة تلك يجب أن تكون أرضية قوية للانطلاق منها لإفشال الحرب الخاصة بأشكالها وأنواعها.
الوعي ضروري وهام في هذه الحرب التي وحال وجود أي ثغرة فأن هناك من يعمل للدخول منها إلى روح الثورة وجوهر التغيير بغية إضعاف جوانب منها. في هذا التوقيت الذي نمر به هناك حاجة كبيرة لأن نكون مدركين لحجم وشكل هذه الحرب وبخاصة من الدوائر التي تُدار بأيادي إقليمية وتظهر على إنها ذات هوية سورية ومع الأسف الحال ذاته ينطبق على الواقع الكردي وإصرار بعض الأطراف على أن تكون في وضع غير وضعها الطبيعي المفروض أن يكون مدافعاً عن القضية الكردية وحقوق الشعب الكردي، لا بل تحولوا إلى الفريسة ذاتها التي تم التطرق لوصفها آنفاً.
الفرق التي تعمل إعلامياً، دبلوماسياً، سياسياً، وكافة المجالات الأخرى لا بد أن تتحول إلى خنادق حقيقية للدفاع عن الثورة الديمقراطية للتصدي لهذه الحرب وأدواتها وأشكالها، وكذلك ثقافة التحلي بروح الوعي يجب أن تكون موجودة وتكون في تطور مستمر لدى كل من يسعى نحو الدفاع عن هذا المشروع الديمقراطي، حال اللا تأثر فيما يتم تسويقه من أمور مزيفة والإفصاح عن الحقيقة أمام هذه الأمور يُحقق انتصارات كبيرة خاصة في المجالات العملية وعلى وجه الخصوص الخدمية التي وبمجرد وجود تطور أو إعادة النظر في بعض جوانبها تتحول إلى قضايا عن طريق فئات معينة ويتفاعل البعض معها سلباً .