تعرضا للضرب بتهمة أنهما كرديان

بات كل من يقترب من المناطق المحتلة يتعرض للخطر كما يعيش من فيها في خطر وجحيم، ويزيد على ذلك الوضع المأساوي للمدنيين من فلتان أمني وغلاء في الأسعار وانتهاكات أخرى.

توجّه المواطنان علاء الأحمد وعبد الله علي الأحمد، وهما جاران من قرية الحوص بريف مدينة الرقة منذ أربعة أيام نحو قرية حمام التركمان المحتلة، وذلك بعد اتصال من شقيقة عبد الله علي الأحمد لاحتياجها للمال في ظل الوضع المعيشي السيء الذي يعيشه الأهالي في المنطقة، فيما كان يعمل المواطن علاء الأحمد كفلاح في الأراضي الزراعية في قرية حمام التركمان. 

وعند وصول المواطنان إلى حاجز قرية حمام التركمان وبالقرب من المنارة، أوقفهما المرتزقة على الحاجز وطلب منهما الهوية التعريفية، فلم يكن يملك المواطن عبد الله الأحمد سوى بطاقة أداء الخدمة الإلزامية الخاص بالنظام السوري والذي استلمها منذ 12 عاماً وجّهوا له تهمة العمالة ولماذا يحمل هذه البطاقة، فيما لا يملك المواطن أي بطاقة تعريفية أخرى خاصة به.

ودون الاستفسار عن شيء آخر أبرحوهما ضرباً وعذبوهما بعد وضعهما في غرفة بجانب الحاجز، ويقولون لهما أنتما كرديان..!.

ويقول المواطنان اللذان التقت بهما وكالة ANHA  فور وصولهما إلى ناحية عين عيسى، بأن المرتزقة لم يسألوهما شيئاً، أوقفوهما، ووضعوهما في الغرفة وقالوا لهما أنتما كرديان، فأبرحوهما ضرباً باستخدام أدوات حادة من المفك والسلاح واسطوانة حديدية.

وبقي المدنيان لمدة يومين وهما يتعرضان للضرب والتعذيب على يد المرتزقة وعناصر من الاحتلال التركي، فيما نهب أحد المرتزقة منهما ما كانا يحملان من المال بقدر 25 ألف ليرة سورية، وكسر بطاقة الهاتف، بحسب ما قاله علاء الأحمد بأنه كان هناك على الحاجز 10 من عناصر الاحتلال التركي ومرتزقان آخران.

ولشدة الضرب فقد المحتجزان وعيهما، وهنا ظن المرتزقة بأنهما ماتا، فرموهما بجانب الطريق، حتى شاهدهما أحد المارة وحملهما، ورأى بأنهما ما يزالان على قيد الحياة، ولخوف الذي حملهما على حياته نقلهما إلى المشفى الوطني في كري سبي/ تل أبيض وقال لهما بأن يقولا إنهما تعرضا لحادث سير.

حيث تعرض المواطن عبد الله الأحمد لكسر في رأسه وهناك آثار تعذيب على ظهره، فيما لقى المواطن علي ضرباً عنيفاً على أضلاعه، ولم يتمكن من التنفس جيداً من شدة الألم.

سرد المدنيان المأساة التي عاشوها الأهالي في المنطقة المحتلة فيما شاهدوه في أيام بقائهم هناك، وأكّدوا على الفلتان الأمني وغلاء الأسعار الذي زاد الحالة المعيشية للأهالي سوءاً، فيما يخشى الأهالي من التحرك أو الشكوى من الوضع خوفاً على حياتهم.

وتمكن المواطنان من الخروج من المنطقة المحتلة بالركوب في إحدى سيارات النقل التي أوصلتهما إلى حاجز لقوى الأمن في ناحية عين عيسى، وبذلك استقبلهما عناصر من قوى الأمن وأوصلوهما إلى قريتهما بأمان.

(وكالةANHA)