أخبار عاجلة

من أسس “بيشمركة روج” وما هي توجهاتهم

 

من أسسها ومتى ؟

 

ما يسمى “بيشمركة روج” هي مجموعة مسلحة تشّكلت عام 2012، بطلب من رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني، والذي كان حينها رئيساً لإقليم باشور كردستان “جنوب كردستان”.

وتضم هذه المجموعة أبناء روج آفا الذين نزحوا إلى جنوب كردستان بعد اندلاع الثورة السورية، وادّعى الديمقراطي الكردستاني حينها أن هذه المجموعة هي لحماية الشعب الكردي في روج آفا، ولكن الواقع كان مختلفاً، فقد استغل الحزب الديمقراطي الكردستاني حاجة هؤلاء الشباب إلى تأمين لقمة عيشهم من أجل تجنيدهم في مجموعة عسكرية تخدم مخططات وأهداف الحزب في سوريا.

وتلقّى أفراد هذه المجموعة تدريبات عسكرية على يد خبراء الاستخبارات التركية في معسكرات بإقليم باشور كردستان، وظهرت وثائق عدة تثبت ذلك، وتداولت الكثير من الفيديوهات التي أظهرت ضباط من الجيش التركي وهم في معسكرات تدريب هذه المجموعة، وتم تسميتها باسم “بيشمركة روج آفا أو لشكري روج”، ويتبناها ما يعرف بالمجلس الوطني الكردي في سوريا <span “=”” style=’box-sizing: border-box; overflow-wrap: break-word’>ENKS<span “=”” style=’box-sizing: border-box;overflow-wrap: break-word’> وهو جزء من ما يسمى “الائتلاف الوطني السوري” والذي مقره اسطنبول التركية، وتدّعي وزارة البيشمركة في إقليم باشور كردستان أنها ليست تابعة لها، إلا أنها في الحقيقة تتبع قوات الزيرفاني التابعة لوزارة البيشمركة.

وتتكون هذه المجموعة المسلحة من 3 ألوية تلقت دورات عسكرية خاصة على يد الاستخبارات التركية، ولا يعرف عدد أفرادها بالضبط ولكن بعض الوسائل الإعلامية تقدر عددها بنحو 3 آلاف فرد، والغالبية العظمى من هذه المجموعة المسلحة هم من أبناء روج آفا النازحين، وليس كما يُدّعى بأنهم منشقون عن قوات النظام السوري.

وتتمركز هذه المجموعة في المناطق الحدودية مع روج آفا وشمال وشرق سوريا وأكثر المناطق التي تتواجد فيها هذه المجموعة هي عين عويز.

 

رئيس الوزراء التركي يزورهم في معسكرهم !

 

في 22 تشرين الثاني عام 2014 قام رئيس الوزراء التركي حينها أحمد داود أوغلو بزيارة لما يسمى “بيشمركة روج” في إحدى المعسكرات التدريبية في باشور كردستان، وتم استقباله من ضباط الاستخبارات التركية وضباط بيشمركة باشور كردستان.

وأشرف داوود أوغلو على تخريج الدفعة الأولى من هذه المجموعة في معسكر “ديانا” في جنوب كردستان والفيديو الذي تم نشره من قبل موقع <span “=”” style=’box-sizing: border-box;overflow-wrap: break-word’>HABERLER.COM التركي، ووكالة أنباء DHA والذي يظهر زيارة أحمد داوود أوغلو للإشراف على تخريج الدفعة الأولى من هذه المجموعة التي يشرف على تدريبها مجموعة من الضباط الأتراك المرتبطين بمكتب رئاسة الوزراء التركية مباشرة، والذي كان يشغله أحمد داوود أوغلو، وكل هذا يؤكد الجهة التي ترتبط بها هذه المجموعة المسلحة.

في لقاء سابق أجرته وكالتنا مع رياض صلاح الدين، الضابط المنشق من ما يسمى “بيمشركة روج”، أكد حصول تلك المجموعات على دعم من قبل تركيا، وقال حينها “هناك جهات عدة تزور البيشمركة وكانت تركيا تزور المجموعات بشكل علني، وكانت بعض الجهات تشارك في التدريبات التي كانت تتلقاها المجموعات”.

وأكد خلال لقائه أن الدعم الذي يتلقاه ما يسمى “بيشمركة روج” كان “قوياً” ليس بإمكان باشور كردستان تقديمه، وأضاف “كانت الجهة التي كنا نتلقى الدعم منها غامضة، وحسب ما لمسناه أنا وزملائي كنا على يقين أن هذا الدعم قادم من تركيا”.

 

لماذا لم يدافعوا عن روج آفا ؟

 

طُرح موضوع عودة ما يسمى “بيشمركة روج” إلى سوريا مرات عدة، خاصة في الاتفاقيات التي جرى توقيعها بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي في بداية الأزمة السورية (اتفاقية هولير 1 وهولير 2 و دهوك).

وعلى الرغم من تشكيل مرجعية سياسية للأحزاب الكردية في روج آفا، وتشكيل لجنة أمنية تشرف على كافة القوات العسكرية في روج آفا، إلا أن هذه المجموعات المسلحة لم تتحرك، رغم أن روج آفا كانت تتعرض لهجمات جبهة النصرة وداعش وما يسمى الجيش الحر، وتحججت بوجود الخلاف الإيديولوجي للتغطية على تبعيتها وتحركها بالأوامر التركية التي كانت وجّهت جبهة النصرة وداعش للهجوم على روج آفا.

وبقيت جملة “البيشمركة قادمون” على بعض جدران مدينة ديرك في شمال وشرق سوريا التي قدمت الآلاف من الشهداء في حربها ضد داعش والمجموعات المرتزقة التي كانت ترتكب المجازر بحق الكرد وتطردهم من ديارهم من تل عران وتل حاصل في 2013 مروراً بالرقة وكري سبي/تل أبيض وصولاً إلى كوباني عام 2014.

وظلت هذه المجموعة تتحرك وفق مصالح بعض الأحزاب السياسية في إقليم باشور كردستان، وبإشراف من الاستخبارات التركية لضرب الكرد ببعضهم حتى يتسنى لهم تطبيق مخططاتهم القذرة بحق الكرد.

 

هجمات على خانه صور

 

غابت هذه المجموعة المسلحة عن الساحة وغاب ذكرها عن بعض الوسائل الإعلامية، ولكنها عادت للظهور مع سعي الحزب الديمقراطي الكردستاني والاستخبارات التركية لاستغلال هذه المجموعة التي ينحدر أبناؤها من شمال وشرق سوريا لتنفيذ مخططاتهم في المنطقة، حيث هاجمت هذه المجموعة بإيعاز من الحزب الديمقراطي والاستخبارات التركية ناحية خانه صور التابعة لقضاء شنكال.

وحشدت هذه المجموعة أفرادها وهاجمت في الـ 3 من آذار/مارس 2017  سكان ناحية خانه صور من أجل خلق فتنة بين الكرد وجرّ هذه الفتنة إلى شمال وشرق سوريا بعد أن فشلت كافة المحاولات التركية في ضرب الكرد بعضهم ببعض.

وفي تلك الهجمات، استشهد عدد من مقاتلي الكريلا الذين توسطوا لإيقاف الاشتباكات في المنطقة، رغم أنهم لم يكونوا يحملون الأسلحة، كما استهدف ما يسمى “بيشمركة روج” الصحفيين الذين كانوا يقومون بتغطية الاشتباكات ويظهرون الحقيقة للعالم أجمع، ما أدى إلى إصابة الصحفية في وكالة أنباء المرأة “نوجيان أرهان” برصاصة في الرأس، نُقلت على إثرها إلى مشافي مدينة الحسكة في شمال وشرق سوريا لتلقي العلاج، ولكنها استشهدت في الـ 23 من آذار متأثرة بإصابتها.

واللافت للانتباه أن هجمات هذه المجموعة جاءت بعد أيام قليلة من زيارة قام بها رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس إقليم باشور كردستان مسعود البارزاني إلى تركيا في 26 شباط/فبراير 2017، التقى فيها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتطرقا إلى كيفية محاربة الكرد والإدارة الذاتية المعلنة في قضاء شنكال بعد أن تم تحريره من داعش.

وحينها توالت ردود الفعل المستنكرة لهجمات الحزب الديمقراطي ومسلحيه على المنطقة وأطلق الكرد على المهاجمين اسم “المرتزقة” لأنهم استهدفوا إخوتهم الكرد من أجل فرض سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني على المنطقة الذي هرب منها وترك الإيزيديين فيها تحت رحمة داعش الذي اختطف الآلاف من النساء والأطفال الإيزيديين في شنكال.

 

مجموعة تحت الطلب التركي… الجيش الوطني الليبي يؤكد وجودها في ليبيا!

 

جندت تركيا آلاف المرتزقة في سوريا ودربتهم في المعسكرات داخل الأراضي التركية، وأرسلتهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق من أجل تحقيق الأطماع التركية هناك، ولكن الجيش الوطني الليبي الذي يفصح عبر مؤتمرات صحفية عن هوية المرتزقة الذين يقاتلون بأوامر تركية، لفت الأنظار مجدداً إلى ما يسمى “بيشمركة روج”.

وأشار الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، إلى وجود مرتزق سوري من أصل كردي يقاتل إلى جانب مرتزقة تركيا، وقال بأنه يدعى “شاكر فرمان صالح بونجق” وأنه ينحدر من ناحية تربه سبيه، وأنه تدرب على يد ما يسمى “بيشمركة روج” في إقليم جنوب كردستان.

وسارعت هذه المجموعة لنفي هذه المعلومات، وبالتزامن سعت بعض الوسائل الإعلامية إلى التواصل مع أسرة هذا المرتزق، حيث أقرت بأنها على خلاف معه وأكدت أنه نزح إلى باشور مع بداية الأزمة السورية وانتقل إلى تركيا عام 2015، ورغم أنها نفت علمها بهذه المعلومات، إلا أنها أكدت وجود 3 من أفرادها ضمن ما يسمى “بيشمركة روج”.

 

ماذا يفعلون في قنديل ؟

 

مؤخراً شهدت مناطق باشور كردستان تصعيداً كبيراً من قبل قوات الاحتلال التركي، حيث قصفت الطائرات التركية مخيم مخمور بتاريخ 15 نيسان الجاري، وأسفر القصف عن استشهاد 3 نساء من المخيم، مع تحشيدات كبيرة لقوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة زينه ورتي.

وأكدت وكالة rojnews العاملة في باشور (جنوب كردستان) أن الحزب الديمقراطي الكردستاني استقدم تعزيزات عسكرية إلى منطقة زينه ورتي، ولفت أن تلك القوات تضم عناصر ممن يعرفون بـ “بيشمركة روج”، وأكدت أن قوات الديمقراطي الكردستاني تمركزت في موقعين آخرين عدا التي تمركزت في منطقة زينه ورتي وتسببت في التصعيد.

وتوجّهُ ما يسمى “بيشمركة روج” إلى المنطقة يأتي بالتزامن مع هجمات جوية تركية على منطقة “زينه ورتي” والتي أسفرت مؤخراً عن استشهاد 3 مقاتلين في الكريلا.

وقالت الرئاسة المشتركة للهيئة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني، أن “وحدة مؤلفة من 3 مقاتلين من الكريلا اتجهت إلى نقطة للبيشمركة وأبلغوا البيشمركة أن بقاءهم في هذه المنطقة خاطئ، وطلبوا منهم المغادرة، وبعد يوم من مغادرة الوحدة لمقر البيشمركة، تعرض مكان الوحدة لقصف جوي تركي، الهجوم أسفر عن استشهاد المقاتلين الثلاثة، هذا الهجوم جاء بناءً على معلومات استخباراتية، النقطة المستهدفة ليس فيها أي وجود للمدنيين، لذا، يتضح أن مقر البيشمركة هو من أفشى مكان تمركز وحدة الكريلا”.

وأكدت الرئاسة المشتركة أن قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني لم تكن لتتمركز في زينه ورتي لولا وجود مخطط لاحتلال قنديل، وعدّ أن انسحاب تلك القوات سيخدم الشعب الكردي وبقاؤها سيفيد الدولة التركية فقط.

وتعدّ تركيا للهجوم على جبال قنديل، وتسعى لزج قوات بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني وما يسمى “بيشمركة روج” في هذا الهجوم، من أجل ضرب الكرد بعضهم ببعض والقضاء على المكتسبات التي تحققت في روج آفا وباشور معاً.

ويبقى السؤال المطروح: هل سيستمر الحزب الديمقراطي الكردستاني وما يسمى “بيشمركة روج” في المضي قدماً بتطبيق المخطط التركي، أم أنهم سيغلبون المصلحة الكردية العامة على المصلحة الحزبية الضيقة ؟ هذا ما ستخبرنا به الأيام القادمة.

 

ANHA