جيمس جيفري: قسد تحتاج إلى دعم دبلوماسي أمريكي لصد الهجمات العسكرية والسياسية

أجرى مركز ويلسون الدولي للعلماء ، حواراً مطولاً من مع المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري، تناول موضوع داعش والقوات التي تقاتله، وأهم الصعوبات التي تواجهها.

وفي الحوار تحدث المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري عن مناطق تواجد داعش الحالية، وأشار إلى أنه ينتشر في بعض المناطق العراقية وعلى طول نهر الفرات في شمال وشرق سوريا، ولكنه لفت إلى أن التواجد الأكبر هو حيث تتواجد حكومة دمشق في البادية السورية جنوب نهر الفرات وشرق تدمر.

وأوضح جيفري من خلال الحوار أن أهداف داعش الرئيسية الآن تتضمن استهداف الشخصيات المجتمعية وقوى الأمن، إلى جانب ممارسة التخويف والابتزاز المالي للتجار والمزارعين. وتدريب وإرسال الإرهابيين إلى خارج سوريا والعراق.

وبحسب جيفري فأنه “من الصعب للغاية القضاء على داعش تمامًا، نظرًا لتعاطف السكان العرب المحليين ..” و أن مستوى القوات وجذور داعش في المجتمعات المحلية هي أصعب أمر يتم مواجهته، وهي تتطلب وقتاً وموارد عسكرية وغير عادية.

وتحدث جيفري عن أعداد معتقلي داعش لدى قوات سوريا الديمقراطية وقال بأن العدد يتراوح ما بين 8 – 9 آلاف معتقل منهم 2- 3 آلاف عراقي، 4- 5 آلاف سوري وأقل من ألفين من دول أخرى غالبيتهم من أوروبا. ولفت بأنه جرى محاكمة بعض الدواعش المحليين في سوريا وترحيل بعض العراقيين إلى بلدهم وإعادة إيطاليين اثنين وعدداً من روسيا.

ولفت أن سجون قوات سوريا الديمقراطية آمنة نسبياً وهذا يتضح “من عدم وجود هروب من قبل مقاتلي داعش” خلال “التوغل التركي الفوضوي في أكتوبر عام 2019″، معتبراً أن أفراد عائلات داعش في المخيمات هم أرضية خصبة لجيل جديد من داعش. وأوضح أن قوات سوريا الديمقراطية حاولت إعادة تأهيل مقاتلي داعش من السوريين ولكن أعدادهم بالمئات.

وتحدث المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري عن عائلات داعش في مخيم الهول، وأكد أن المخيم يضم حوالي 70 ألف فرد من عائلات داعش نصفهم من العراقيين، ولفت أن نساء داعش في المخيمات ينخرطن في أعمال العنف والترهيب والتلقين المعتادة لأشخاص مهيئين بالفعل لمثل هذا التلقين لأنهم عاشوا في مناطق كان داعش يحكمها سابقًا.

ولكنه أكد بأنه يمكن التحكم في المخاطر التي تنجم عن وجود عائلات داعش في المخيمات من خلال “الحفاظ على القدرات الإجمالية للتحالف لهزيمة داعش وقوات سوريا الديمقراطية والجيش العراقي”.

ولفت جيفري أن التحالف الدولي بقيادة أمريكا مستمر باستهداف داعش عبر تدريب القوات المحلية وتقديم المشورة لها وتمويل الاستقرار، إلى جانب المشاركة في الأعمال العسكرية بما في ذلك عمليات الإنزال واستخدام القوات الخاصة ضد أهداف خطيرة ويشمل ذلك استهداف مناطق سورية خارج مناطق قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي.

وأكد جيفري أن العراق والشركاء السوريون المحليون – قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية – يلعبون الأدوار الرئيسية في العمليات البرية وتحقيق الاستقرار واستضافة قوات التحالف.

كما أوضح جيفري أنه إذا أنهت الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية تعاونهما، فمن المحتمل أن تتمكن قوات سوريا الديمقراطية من احتواء داعش ولكن بصعوبات بسبب افتقارها إلى أي قوة جوية، ولكنه قال بأن هذه القوات لن تستطيع التعامل مع داعش إذا استغلت روسيا وحكومة دمشق الانسحاب الأمريكي للسيطرة على شمال شرق سوريا.

وأكد جيفري على أهمية قوات سوريا الديمقراطية في الحملة العسكرية ضد داعش، وقال إنها قوات حيوية لقمع جهود داعش لإعادة بناء الخلافة في وطنها على طول نهر الفرات. مشيراً أنه لن يكون هناك نهاية لداعش ما دامت الحرب الأهلية مستمرة في سوريا.

وأوضح جيفري أن قوات سوريا الديمقراطية تحتاج إلى دعم دبلوماسي أمريكي لصد الهجمات العسكرية والسياسية التي تبذلها تركيا وروسيا وحكومة الأسد لإضعاف قوات سوريا الديمقراطية أو التعدي على الأراضي التي تسيطر عليها. وأخيراً، فهي بحاجة إلى الاستقرار والمساعدات الإنسانية، وخاصة للمناطق العربية السنية.