بالتزامن مع كل ما يحصل في شمال وشرق سوريا من هجمات وحصار من قبل أعداء الشعب الكردي, ظهر هناك أمل في أن تصل الأحزاب الكردية إلى حوار وينتهي جميع المشاكل التي حصلت سابقا وبدون أي مشاكل مع ترك جميع ما حصل في الماضي بالرغم من أن هناك الكثير من الألاعيب التي مارسها بعض الأحزاب على الشعب الكردي.
بعد طرح المبادرة الكردية من قبل بعض الأحزاب الكردية وبمساندة من الدول الخارجية العظمى كالولايات المتحدة الأمريكية بتأييد مشروع الحوار الكردي – الكردي وبمساندة جميع الكرد بأن يصل الكرد إلى حقهم ويروا تلك اللحظة التي ستتم فيها توحيد الصف الكردي.
لكن بعد كل ما جرى من اجتماعات وغير ذلك بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية، ظهر هناك خلافات عديدة وخاصة في الأشهر الثانية الأخيرة من الحوار الكردي – الكردي.
يجب علينا معرفة الأسباب التي تسببت بعدم وصول الأطراف الكردية إلى وحدة وطنية رغم جميع المبادرات التي أطلقتها الأحزاب الكردية، ومن بين تلك الأسباب…
موضوع بيشمركة روج كانت من تلك الأسباب، في الحقيقة تم تدريب بيشمركة روج عن طريق الحزب الديمقراطي الكردستاني ليتم إرسالهم ليدافعوا على روج افا شمال سوريا بجانب جميع القوات العسكرية المتواجدة هناك تحت راية قوات سوريا الديمقراطية. لكن ما حصل عكس ذلك، كانت بيشمركة روج تصبح عائقا، بعد أن تم إرسالهم في الآونة الأخيرة إلى جبهات القتال بأمر من الاحتلال التركي لمواجهة حزب العمال الكردستاني في مناطق تمركزهم إلى جانب الاحتلال التركي.
أصبحنا على دراية كاملة بأن البيشمركة هي من صنع الحزب الديمقراطي الكردستاني وكان هدفها من هذه القوة، تمرير أجنداتها في ظل تواطؤها مع الدولة التركية، فعندما هاجم تنظيم داعش الإرهابي مناطق شنكال لم يدافع البيشمركة عن تلك المنطقة وأهلها وتسببت بفرمان آخر على الكرد الايزيدين, وبعد القضاء على داعش من قبل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب والمرأة, وإعلان الإدارة الذاتية لشنكال, لم يستطيع الحزب الديمقراطي رؤية ما يحصل في شنكال, أيضا عندما أصرت القوات العراقية على التدخل في شنكال لم يقم البيشمركة بالوقوف أمام ما يحصل وبقيت صامتة أمام ذلك أيضا, لذلك على أي أساس يتم تدريب هذه القوة في تلك المنطقة ولماذا.. أما ما رأيناه عندما قامت تركيا بتحشيد قواتها في المناطق التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني قامت تركيا بإعطاء الأوامر للحزب الديمقراطي بأن تقوم بإرسال بيشمركة روج إلى التمركز بالقرب من القواعد التركية في باشور كردستان على طول الحدود والوقوف في مواجهة حزب العمال في حين حصل في إحدى النقاط اشتباكات بين الطرفين.
الموضوع الأساسي هنا ليس ” لماذا تم ارسال البيشمركة إلى مناطق الدفاع المشروع لمحاربة حزب العمال”, الموضوع الأساسي هو, هل هذا كان السبب في أنه لم يصل الحوار الكردي إلى هدفها.
الموضوع الثاني أو السبب الثاني ” كل ما حصل في الحوار الكردي – الكردي كانت تركيا على دراية عن كل ما حصل داخل الاجتماع، في ظل العلاقات الوطيدة بين المجلس الوطني الكردي وتركيا، ونحن نعلم بأن تركيا هي الآمرة الناهية للحزب الديمقراطي وللمجلس الوطني، وهي أيضا لا تريد ان يصل هذا الحوار إلى نتيجة جيدة.
الشيء الملفت للنظر هو بعد أن جرت الاجتماعات في ظل المبادرات الكردية – الكردية لتوحيد الصف الكردي، أصر المجلس الوطني الكردي على تقاسم الآراء بينها وبين تركيا فقامت بزيارة الحزب الديمقراطي إلى باشور ومن ثم تم إرسال وفد نعلم جيدا من هم إلى تركيا، في حين التقت بالعديد من المؤسسات التركية بينها وزارة الخارجية، والشيء الأكيد بأنها التقت مع المخابرات التركية “الميت”.
ما حصل في الغرف المظلمة والمغلقة بين المجلس الوطني الكردي والمخابرات التركية هي ” لا يمكن أن يصل الأحزاب الكردية إلى هدف وحيد، لا يمكن لثورة روج افا أن تصل إلى هدفها ويجب علينا تدمير مكتسباتها، يجب علينا عدم ممارسة اللغة الكردية في تلك المناطق وعلينا سلبها منهم، الدمقرطة في الإدارة الذاتية وخاصة مسألة الرئاسة المشتركة ودور المرأة علينا القضاء عليها، انتخابات الإدارة الذاتية يجب عليها أن تكون غير ناجحة.
في السياق ذاته لا يتحلى أعضاء ومسؤولي المجلس الوطني الكردي بمصداقية في آراءها ومقترحاتها بصدد أهدافها تجاه الحوار الكردي – الكردي, كون المجلس الوطني الكردي ذو وجهين على الإعلام وخاصة عندما يكون الموضوع الحوار الكردي – الكردي يقوم المجلس الوطني بأنها هي التي طرحت مبادرة توحيد الصف الكردي, أما عندما تذهب إلى اجتماعاتها فهدفهم الرئيسي القضاء على كل مكتسبات روج افا وهذا امر قد نصفه بالخيانة.
بخصوص متطلبات المجلس الوطني من أحزاب الوحدة الوطنية في الحوار الكردي – الكردي وهي عدم تدريس اللغة الكردية في روج افا, هل هذا طلب وهم كرد, يريدون أن يتقبل الإدارة الذاتية بجيشين, في أي دولة يخدم فيها جيشين كل جيش تابع لقانون خاص, بغض النظر من كل هذه, نعلم جيدا بأننا نريد الكونفدرالية وهي أملنا الوحيد في إقامة كردستان حرة, لكن المجلس الوطني معارضة لذلك, لا نعلم ماذا يريد المجلس الوطني من هذه الاتفاقيات.
بجانب كل ما يحصل …
إن المجلس الوطني الكردي يظهر لنا بأنها ليست قادرة على إدارة القضية الكردية وخاصة من الجهة السياسية، لأن اللذين يتربون في أحضان الأعداء وتأكل وتشرب وتأخذ أموالهم منها من المستحيل أن تخدم لصالح شعبها.
هناك اثباتات الرواتب الذي يتقاضاها أعضاء المجلس الوطني الكردي هي من أموال الدولة التركية، إذا بغض النظر إذا كان هناك شك فلا بد من طرح هذه النقاشات للمجلس الوطني ليقولوا بأنه كم هي ثمن رواتبهم الشخصية التي يتقاضوها من المالية التركية.
كل هذا سيسجله التاريخ في صفحاتها ومن المعلوم فإن الخيانة لها صفحات خاصة، لذلك الاحضان التركية ساخنة ومرموقة للمجلس الوطني الكردي، لذلك ليس فيهم أمل للقضية الكردية.
والشيء المضحك أن المجلس الوطني الكردي والتي هي العائق الوحيد امام توحيد الصف الكردي تقول بأن أحزاب الوحدة الوطنية هم السبب في عدم إيصال الحوار الكردي إلى هدفها. وهي مصممة على أن تعمل لجميع الاجندات لفشل مشروع الإدارة الذاتية وعدم إيصال الكرد لحقوقهم.
نعود لحديث عضو أحزاب الوحدة الوطنية الدار خليل، إذا لا نقبل كل ما قاله الدار خليل عن المجلس الوطني وبيشمركة روج فهناك حقائق تثبت ذلك.
لذلك علينا بأن نناقش على كيفية الوصول إلى نتيجة للحوار الكردي – الكردي وتنظيم الشعب الكردي، ويجب من المجلس الوطني الانسحاب من الائتلاف الوطني ومن أحضان الاحتلال.
والمجلس الوطني الكردي هم المسؤولون للإجابة عن كل ما ورد في هذا المقال…